قدم الدكتور سعد الدين إبراهيم مؤسس مركز «ابن خلدون»، اعتذارا للرئيس عبد الفتاح السيسي ولملايين المصريين عن الإساءة التي وجهها لهم - حسب وصفه - عبر القناة المعادية لمصر.. «الجزيرة». من حق الرئيس أن يقبل اعتذار سعد الدين أو يرفضه، لكن لا أعتقد أن مصريا واحدا على استعداد لأن يقبل اعتذاره عما ارتكبه من أخطاء في حق الوطن. يعترف إبراهيم على صفحات صحيفة «الوطن» بأن الجزيرة لا هم لها إلا مهاجمة الرئيس المصرى المنتخب، ويقر بأنها المتحدثة الرئيسية باسم الجماعة الإرهابية، وإدراكه تلك الحقيقة التي لا تخفى عن أي مواطن مصرى بسيط، كان يكفى لعدم تواصله معها، ولكنه وهو الخبير المحنك سرعان ما استجاب لإجراء حوار معها عبر الأقمار الصناعية. يبرر سعد الدين قبوله الحوار، بأنه يرجع إلى أهمية الأحداث المصرية والعربية وسخونتها، وكأن القنوات المصرية والعربية والأجنبية التي تستضيفه وترحب بالحوار معه كمثقف وباحث مخضرم، قررت فجأة إغلاق أبوابها أمامه.. ويتحجج إبراهيم بأن القناة المعادية قامت بعمل مونتاج سريع للحوار، ولم تستبق منه إلا الجزء الذي «صبت فيه اللعنات خاصة للرئيس السيسي». ويطالبنا بأن نصدق كلامه، ونكذب ما شاهده الملايين عبر الشاشة المعادية من هجوم بشع على شخص الرئيس، وكأنه يقدم عربونًا للأسرة الحاكمة في قطر ويعيد معها المياه إلى مجاريها، بعد أن كذبته والدة الأمير الشيخة موزة في بيان رسمى أذيع عبر وسائل الإعلام، وكان سعد الدين الذي يفخر بأنه صديق للأسرة الحاكمة في قطر خاصة والدة الأمير، أعلن أنه أجرى وساطة بين مصر وقطر كلفته الشيخة موزة بالقيام بها.. فقامت بتكذيبه فورًا. ويواصل إبراهيم تقديم أعذار أكبر من الذنوب التي ارتكبها مثل استمرار المذيع في الحديث عن «السيسي الظالم» والإخوان المظلومين حتى ضقت ذرعًا بهذا الإخوانى المناكف! وبدلًا من أن يوقف هذا العبث مع مذيع وصفه «بالوضاعة» و«الحقارة».. سايره في الهجوم على مصر ورئيسها. وربما يستطيع المصريون تناسى الدور الذي قام به الرجل كحلقة اتصال بين الإخوان والأمريكان، وربما لا يتوقفون طويلًا حول شكوك أحاطت بتمويل مركز «ابن خلدون»، لكن من الصعب أن يتسامحوا في تعامله مع تلك القناة التي يصفها بأنها «فضائية الفتنة».