صدر حديثًا عن الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الكاتب، حلمي النمنم، كتاب «مشكلة قناة السويس (1854 – 1958)»، تأليف الدكتور أحمد عبد الرحيم مصطفى، وكتب المقدمة الدكتور أحمد زكريا الشلق. يروى الكتاب في عرض علمى رصين قصة القناة منذ كانت مجرد فكرة، وحتى افتتاحها للملاحة عام 1869 في احتفال مهيب ترأسته إمبراطورة فرنسا أوجينى، لتصبح القناة منذ ذلك العام جزءًا من المسألة المصرية، فيعرض للمنافسة الاستعمارية الفرنسية البريطانية وما انتهت إليه، كما يقدم نظرة ناقدة لعقود الامتيازات، وما جرى عليها من تعديلات في عهد إسماعيل، الذي كان يرى أن تكون القناة لمصر لا أن تكون مصر للقناة، وقد عالج كذلك موقف الدول الأوربية، ومؤتمر الآستانة الذي انعقد منذ عام 1882، ولم يصل إلى قرار بشأن حيدة القناة، في الوقت الذي احتلت فيه القوات الإنجليزية قناة السويس في أغسطس 1882 مع بدء احتلالها لمصر، معلنة أن الخديو توفيق خول قائد البحرية الإنجليزية النزول بقواته إلى القناة لحمايتها. وبعد ثورة 1919، تابع المؤلف دراسة وضع القناة بعد تصريح فبراير 1922 الذي تناول موضوع القناة والدفاع عن مصر خلال جولات المفاوضات المصرية البريطانية وحتى توقيع معاهدة 1936. وخلال المفاوضات المصرية في مطلع الخمسينات، في عهد وزارة الوفد الأخيرة قبل ثورة يوليو، عرضت بريطانيا على مصر أن تكون جزءا من نظام دفاع مشترك عن المنطقة ومن ثم لن يكون لبقاء الجيش الإنجليزى صفة الاحتلال، فلم يقبل المفاوض المصري بذلك. وأعلنت الحكومة إلغاء معاهدة 1936. كما يتناول الكتاب قرار جمال عبد الناصر بتأميم القناة للإفادة من دخلها في تمويل السد العالي، فاعتبرت إنجلتراوفرنسا القرار موجهًا ضدهما ومن ثم حدث العدوان الثلاثي على مصر. ويستعرض الكتاب أيضا توقف الملاحة في القناة بعد نكسة 1967 م ثم مبادرة السادات الأولى للسلام في فبراير 1971 التي اشترط فيها انسحاب إسرائيل لمسافة 15 كيلو مترًا داخل سيناء بعيدا عن مجرى القناة بحيث يمكن افتتاحها للملاحة الدولية.