مفكر من طراز فريد، أذاب هويته فى نسيج مصر، هو عضو المجلس الملى العام بكاتدرائية العباسية، رئيس لجنة التعليم فى بيت العائلة «مشيخة الأزهر» إنه د. رسمى عبد الملك، القبطى الذى يحفظ القرآن الكريم كاملاً، ويداوم على سماع خطبة الجمعة ومشاهدة البرامج الدينية الإسلامية، يسعى - بكل قوته - لترميم نسيج مصر وعلاج الحساسية بين المسلمين والأقباط، وكان لنا معه هذا الحوار: فكرة بيت العائلة .. كيف ولدت؟ - دعا د. أحمد الطيب الكنائس الأرثوذوكسية والكاثوليكية والانجيلية للمشاركة معه فى «بيت العائلة» ورحب قداسة البابا شنودة بالفكرة وبادر بترشيح شخصيات من الكنيسة والأزهر، وتم الاتفاق أن يرأس بيت العائلة شيخ الأزهر والبابا شنودة لمدة 4 سنوات بالتناوب وتوجد 8 لجان منها لجان التعليم والإعلام والطوارئ والخطاب الدينى وغيرها و«بيت العائلة» مستقل عن الدولة ويهدف إلى جمع أبناء الوطن الواحد تحت مظلة المحبة والتسامح والوفاء والعطاء ولجنة التعليم التى أتراسها تضم 22 شخصية هم خبراء بقضايا التعليم، ونعمل جميعاً على تنقية المناهج من بعض الموضوعات التى يساء فهمها لدى المسلمين أو المسيحيين فى مجال اللغة العربية والتربية الدينية، وتفعيل المواطنة وإعادة ترميم نسيح مصر الذى تهتك. والدين يترك للعقيدة ولا حديث فيها، فهى بين الانسان وربه، ونبدأ في فترة الحضانة بكيفية التعامل وقبول الآخر من خلال لغة الحوار التى تهدف إلى اللاعنف والسماحة من خلال أندية الأطفال وبرامج التليفزيون. وكيف يتحقق الهدف فى المدارس؟ - من خلال تفعيل مجالس الفصول واتحادات الطلاب وتعويد الشباب على برامج تتسم بالشفافية للانسجام مع نتائج ثورة 25 يناير وأيضاً من خلال مجالس الآباء، وقد وجدنا أنه أثناء حصة التربية الدينية يتم اخراج الطلاب المسيحيين إلى فناء المدرسة، وهذا خطأ، فيتساءل الطلاب الأقباط لماذا يظل زملاؤنا المسلمون فى الفصل ونحن خارجه؟!، واقترحنا أن يخرج الجميع من الفصل، الطلاب الأقباط يذهبون إلى غرفة، والمسلمون إلى غرفة أخرى، وهدف التربية الدينية أن تترجم إلى سلوك، فالدين المعاملة، لكن الغريب حقاً هو عدم وجود مدرسين للتربية الإسلامية أو المسيحية فمدرسو اللغة العربية يدرسون التربية الإسلامية وأى مدرس مسيحى يدرس التربية المسيحية، وحلاً لهذه الإشكالية أرى تعيين مدرسين من الأزهر للتربية الإسلامية ومن كليات اللاهوت للتربية المسيحية. متى يدخل محمد الكنيسة بدون تفتيش؟ - النظام السابق هو من زرع الفتنة بين المسلمين والأقباط، والكبار هم من لوثوا هذا المناخ، وكان محمد يدخل الكنيسة ورسمى يدخل المسجد، لكن لاعتبارات أمنية أصبح دخول الكنيسة برؤية الصليب الموشوم على اليد، وفى هذا تمزيق لجدار الوطن الواحد، والشباب المسلم والمسيحى قادر على تجاوز هذه الأحداث. هل تتمنى وجود أحد رموز الأقباط فى مجمع البحوث الإسلامية؟ - لا أهتم بالشكليات وأذهب للأزهر مرة واحدة أسبوعياً، إما للمشاركة فى لجنة التعليم أو للقاء د. محمود زقزوق - أمين عام بيت العائلة - ونيافة الأنبا آرميا - سكرتير البابا الأمين العام المساعد لبيت العائلة وجميعنا مصريون. وقد حفظت القرآن الكريم كاملاً، وحصلت على المركز الأول فى مادة الشريعة الإسلامية عندما كنت طالباً فى كلية الخدمة الاجتماعية وأداوم على سماع خطبة الجمعة ومشاهدة البرامج الدينية فى التليفزيون.