أسس المدون والمصور الفوتوغرافي، مؤنس بخاري، مجموعة البيت السوري في ألمانيا على الفيس بوك في منتصف أبريل الماضي. تحولت المجموعة وبفترة قياسية إلى منصة لقاء بين السوريين القدامى واللاجئين الواصلين حديثًا إلى ألمانيا، ويناهز عدد أعضاءها الآن 22 ألفا. والبيت السوري بمثابة بيت افتراضي للسوريين، للتعرف على بعضهم البعض، ولتسهيل التواصل بينهم. ويقدم البيت خدمات تشمل معظم الأسئلة والقضايا التي تهم اللاجئ، ومنها التسوق الرخيص والحلال، المواصلات، خدمات واستشارات قانونية، فيما يخص قضايا اللجوء والإقامة والتأمين على أنواعه والضرائب وما شابه، البحث عن سكن، الدراسة الجامعية والتعليم الفني- المهني، إرشادات وكتيبات لتعلم اللغة، ترجمة الوثائق الرسمية، إجراءات لمّ شمل، فرصة لتعارف الشباب والشابات بقصد الزواج، البحث عن سوريين في المدينة، متطوعون للمساعدة على أرض الواقع، العثور على أطباء يجيدون اللغة العربية، مواقع مفيدة على الإنترنت، الشراء عن طريق الإنترنت. والتفاعل لا يكون فقط على الفيس بوك، فهناك أشخاص يضعوا أرقام هواتفهم، وبالتالي يمكن الاتصال بهم مباشرة أو حتى حدوث لقاء على أرض الواقع"، يضيف بخاري. وقد حصلت بالفعل عدة أنشطة ورحلات لأعضاء من البيت، وهناك مجالات أخرى يمكنها إغناء البيت بإضافتها، كالإضاءة على رياض الأطفال والمدارس، والتعريف بأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية الشرقية في مختلف المدن الألمانية، حسب رأي بعض الأعضاء. ولا تتوقف المشاركة على تقديم المعلومات والنصائح من قبل قدامى السوريين، بل تتعداه إلى مشاركة اللاجئين بعضهم البعض تجاربهم وخبراتهم على محدوديتها. أشاد الكثير باحترافية العمل وسلاسة التبويب، ضمن الإمكانيات القليلة التي يتيحها الفيس بوك تقنيًا، مع إشارة بعضهم إلى الأخطاء والهفوات والتي هي في النهاية من طبيعة البشر. تمر المنشورات ب"فلترة" إدارة المجموعة، أي أن الإدارة تقوم مقام "حارس بوابة البيت"؛ ويُمنع نشر البوستات، التي تتمحور حول كيفية الوصول إلى ألمانيا بطرق غير شرعية، كما تُحظر المنشورات السياسية والدينية والتجارية الترويجية. لقي موقف بخاري من إنشاء هذا البيت قبول وتفهم من البعض، بيد أن البعض الآخر أعتبر أن ذلك حجة تتذرع بها الإدارة لفرض نوع ما من الوصاية الديكتاتورية وأحيانا المزاجية، وحذف البعض من البيت. ويبدو أن الحرب الدائرة رحاها في سوريا تلقى بظلالها على بيئة البيت وتشحنه سلبًا أحيانًا، ما قد يؤدي إلى حدوث بعض التلاسن والنقاش الحاد. يدافع بخاري عن نفسه معتبرًا أن من واجبه "حماية الاستقرار المعنوي للبيت"، لذلك فهو لا يتردد بحذف الأعضاء "المسيئين والمثيرين للمشاكل، طبعا بعد تنبيه إلى ذلك على الملأ". ويقول أنه تلقى الكثير من التهديدات والإساءات، غير أن بعض الأعضاء يعتبر ذلك "أمرا طبيعيا وهي ضريبة التصدي للعمل العام، ولا بد أن تكون سعة صدره أكبر ويستوعب الجميع". يدلل بخاري على ديمقراطيته بموضوع الاستفتاء على النظام الخاص بالبيت، وأنه "ينفذ ما تم الاتفاق عليه مسبقا". يتولى بخاري لوحده مهمة إدارة البيت ويساعده عضو آخر ولكن بشكل جزئي وطفيف. وقد أجمع الكثير أرائهم على ضرورة توسيع الإدارة، وتقسيم العمل إلى عدة فرق متخصصة بمختلف المجالات، وعدم ترك المجال لكل من هب ودب للإدلاء بمعلومات قد تكون خاطئة. واقترح البعض تحويلها إلى موقع ويب وتفريغ أشخاص للعمل، غير أن بخاري لا يريد "مأسسة" العمل إلا إذا حصل على تمويل "كي لا يفقد العمل صفته التطوعية ويتحول إلى عمل مقابل أجر مادي كحال بعض المواقع السورية الأخرى." هذا المحتوى من موقع شبكة ارم الإخبارية اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل