احتار عقلى كثيرًا، لفهم هذا التناقض بين آدم وحواء، فبالرغم من أن الله خلقنا لبعضنا البعض، إلا أننا مختلفون، فتجرأت وسألت كيف يقيم الله الحياة بيننا على المودة والرحمة وبيننا هذا الاختلاف العميق ؟ تعالوا معى في رحلة قصيرة ندخل بيت آدم وحواء ونرى هذا الاختلاف من قريب، ها هو آدم يقترب القمر من الاكتمال فيدخل آدم في دورته النفسية السيئة، فيرى كل ما حوله بمنظور ضيق سيئ حزين، فيحاول الهروب إلى كهفه لكى يحلل الأمور بهدوء وعمق، وماذا يريد في كفهه ؟ لا شيء لا أحد. نعم إنه يفضل الوحدة ولو حاولت حواء اختراق هذا الكهف للفضول الذي يمزقها سيؤذى هذا آدم جدا ويجعله يحقن على حواء ويحاول أن يبعدها عن كهفه بقسوة تؤلم حواء وتسبب لها جرحا يعجز آدم عن فهمه أو محاولة علاجه، ويستحيل أن يعلم آدم ما يدور في عقل حواء في هذا الوقت من أفكار سوداء شيطانية تمزق كل ما هو جميل داخلها، فتفسيرها لبعد آدم دائما يكون في غير صالحها إما أنه يحب أخرى أو بدأ ينفر لوجودها في حياته، وإما أنه لا يأتمنها على أسراره، وبالتأكيد كل هذا خطأ. فتخيلوا كيف سيجد آدم حواء بعد أن يخرج من كهفه وقد عاد إليه الأمل والبسمة، سيجدها كائنا حزينا مجروحا تخطط للهروب من هذه الحياة المقيتة مع شخص يكرهها، نعم يا آدم هذا ما يدور في خلد حواء، وفى مشهد آخر تبدأ حواء دورتها النفسية التي تطاردها كثيرا نتيجة للضغوط الشديدة التي وضعتها على أكتافها الحياة، وماذا تريد حواء لكى تستقر وتهدأ تريد أن ترنو إلى قوقعتها، نعم قوقعة صغيرة ناعمة، وماذا تريد فيها؟. لا تتعجبوا عندما تعلموا إنها تريد آدم فقط داخل هذه القوقعة ولكن آدم حنون رءوف يستوعب كل آلامها وحزنها ويمحو كل هذا بضمة حب يملؤها الرحمة، حتى لو لم يستطيع أن يحل لها مشاكلها هي فقط تريد من يشعر بها ويعلم ما بداخلها ويقدر حالها، ولكن آدم لعجزه أن يفهم هذا ولأنه يتخيل إن حواء مثله يقرر الابتعاد عنها وتركها بمفردها حتى تستعيد نفسها، ولا يعلم بهذا إنه طعنها بخنجر مسموم سيقضى على ما بينهم لا محالة، وترى هل هذا هو الاختلاف الوحيد بينهم؟. لا ف"آدم" يفضل الصمت وحواء ثرثارة، آدم كتوم وحواء فضفاضة، آدم عقلانى وحواء عاطفية، آدم يفكر في شيء واحد، ويفعل شيئا واحدا وحواء تفكر وتفعل أشياءً كثيرة في نفس الوقت، آدم لا يكتفى بحواء واحدة لأنه خلق على التعدد وحواء لا تحيا إلا بآدمها فقط، ولو ظللت أسرد لن أنتهى، وهنا وجدت الإجابة عن حيرتى فمن اختلافنا تنشأ بيننا المودة والرحمة فالأشياء المتشابهة متنافرة والأشياء المختلفة متجاذبة، فأنا لا أحتاج أن أعيش مع شبيهى حياة روتينية قاتلة، ولكن يجب أن يكون الذي بيننا اختلاف وليس خلافا حتى يغلف الله حياتنا بالمودة والرحمة، ليتك تفهم آدم ليتك تعلمى حواء.