كالقنبلة العنقودية, مازالت أصداء الحوار الذى أجرته فيتو مع أحد مفجري خط الغاز الموصل لإسرائيل فى سيناء تتردد, فالجهات الأمنية تريد الوصول لفريق التفجيرات قبل تنفيذ عملية جديدة, بينما الشركة المشغلة للخط تبحث فى أمر تسرب خرائط مسار الأنبوب.. «فيتو» كانت قد نشرت حوارا مع أبو عبيدة و هو الاسم الحركي لأحد أعضاء الفريق الذى يقف وراء تفجيرات خط الغاز, المكون من 12 مصريا و فلسطينيا, بدعوى رفضهم تصدير ثروات مصر للعدو الصهيوني, و توعد بمزيد من التفجيرات باستخدام استراتيجية جديدة تستهدف تنفيذ عمليات مركبة فى أكثر من موقع, كاشفا عن استخدام مكونات محلية و أخرى من الخارج فى تصنيع المتفجرات. ففي العريش اجتمعت قيادات أمنية لبحث سبل تأمين خط الغاز لتفادى نجاح المفجرين فى تنفيذ تهديداتهم التى جاءت بالحوار بتفجيرهم لعدة مواقع فى نفس الوقت, و الوقوف على استعدادات الأمن فى شمال سيناء و إذا ما كان فى حاجة لمدد من وزارة الداخلية و ربما الجيش. أما داخل الشركة المشغلة لخط الغاز, فقد تم عقد اجتماع موسع ضم قيادات الشركة و رؤساء القطاع بها, و على رأسهم قطاع الأمن, و كان الأمر الأبرز فى الاجتماع هو الكشف عن الطريقة التى تحصل بها المفجرون على الخرائط التفصيلية لمسار أنبوب الغاز, و هو ما دفع إدارة الشركة للتهديد بفصل عدد من قيادات الشركة بدعوى إهمالهم و الفشل فى الحفاظ على أسرار خطيرة تهدد استمرار العمل. و بينما كان ذلك يحدث ارتفع دوى انفجار جديد, شق ظلام الدقائق الأولى من يوم السبت الماضى, ليحيل عتمة منتصف الليل إلى نهار مضئ, جراء ارتفاع ألسنة اللهب لحوالى ثلاثين مترا, ليراها القادم على بعد عدة كيلو مترات من منطقة أبو طبل غرب مدينة العريش حيث وقع التفجير. و العملية الأخيرة اختلفت عن سابقاتها , بعدما تعمد المفجرون تنفيذها فى منطقة شهدت عملية مشابهة فى وقت سابق, و هى المرة الأولى التى يحدث فيها ذلك, أيضا لجأ المفجرون لحفر خمس حفر متباعدة انفجرت منها حفرتين فقط, مخلفتين هوة كبيرة بعمق 15 مترا و محيطها 10 أمتار, و هو ما يعنى صدق ما جاء بحوار أبو عبيدة مع «فيتو». أما الدليل الثاني على خطورة ما جاء بالحوار, هو إلقاء المفجرين لبيان خاص بهم يوضحون فيه خسائر مصر مقابل مكاسب إسرائيل من وراء عملية تصدير الغاز المصرى إلى تل أبيب, و هى المعلومات التى ذكرها أبو عبيدة فيما نشرته الصحيفة فى العدد السابق, فضلا عن بيان آخر يحوى ما خرج عن لجنة علماء الأزهر عام 2008 بتحريم تصدير الغاز لإسرائيل. إلى ذلك حصلت «فيتو «على بيان صادر عن «جماعة المفجرين», عقب وقوع التفجير الأخير بساعات, جاء فيه « خلال عام كامل أعطينا الفرصة كاملة لمن بيدهم الأمر من المسئولين عن إدارة شئون البلاد لوقف المهزلة بتصدير الغاز الى العدو الصهيوني, لكن لا حياة لمن تنادى, و كما وعدنا فنحن مستمرون, و إذا لم يتوقفوا عن خيانتهم للبلاد بتصدير ثروات المسلمين لإسرائيل, فلن نتوقف عن الجهاد و المقاومة».