سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصريون في قيادة «داعش» 2000 «إرهابي» مصري مجندون في جيش البغدادي.. وفيس بوك سلاح التنظيم لتجنيد المصريين وسر نجاح التنظيم في يد مستشاري البغدادي معظمهم من مصر.. «سوهاجي»أول مصري يتولى وزير دفاع داعش
عن فكرة تواجد المصريين في صفوف «داعش»، نجحت «فيتو» في اختراق صفوف اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم، متحدثًا باسم «قول الصوارم»، والذي كشف عن أن «التنظيم نجح في ضم أكثر من ألفى (جندي) من رجال مصر الذين اختاروا الانضمام إلى جيش الدولة البالغ قوامه 130 ألفًا بواقع 80 ألفًا بالعراق و50 ألفا في سوريا». «قول الصوارم» أضاف أن «عدد المصريين المنضمين للتنظيم في زيادة مستمرة، لأن الشباب المسلم الآن أصبح واعيًا وكفر بالديمقراطية التي يدعون إليها، كما كفر أيضًا بما يسمى ب(الإسلام الديمقراطي) في مصر، والذي كان يمثله جماعة الإخوان المسلمين ومدعو السلفية الملقب بحزب النور.. لقد فهم شباب مصر وعرف أن السبيل الوحيد لإقامة الدين هو الجهاد فنفروا إلى ساحات الجهاد بالدولة الإسلامية وأصبحوا من أبرز قادتها الآن». وعن القيادات المصرية المتواجدة بين صفوف جيش داعش، رفض عضو اللجنة الإعلامية «الداعشي» التصريح بأى تفاصيل عن تلك القيادات، قائلا: «للقيادات المصرية في جيش الدولة الإسلامية عائلات يخشون عليهم في حال تسريب معلومات عن نصرتهم للدولة الإسلامية في العراق والشام، كما لا نخوض في تفاصيل تدريباتنا وكوادرنا من الناحية الأمنية». «بمجرد انضمام الشخص إلى صفوف دولة الخلافة الإسلامية يمزق جواز سفره ولا ينتمى لبلده مرة أخرى ويكفر بالقومية والوطنية وتكون عقيدته فقط لأرض الإسلام كلها، فكلنا واحد والمصريون المتواجدون بين صفوفنا تخلوا عن الجنسية المصرية ومحوها من حياتهم »، على حد قول الإعلامي الداعشي. «قيادة مصرية» في الوقت نفسه، تحدث الشيخ صبرة القاسمي، منسق عام الجبهة الوسطية، والجهادى المنشق، والباحث في شئون الجماعات الجهادية والتكفيرية ل«فيتو» عن الوجود المصرى في دولة الخلافة الإسلامية بالعراق والشام، قائلا: «المصريون في داعش يتراوحون ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف مقاتل معظمهم كانوا بمعسكر الجماعة الإسلامية في سوريا، الذي أرسله رفاعى طه للجهاد ضد نظام بشار الأسد، ثم بعد ذلك رفضوا العودة إلى مصر مع العائدين واختاروا الانضمام إلى جبهة داعش». وأضاف «القاسمي»: «داعش تدين بالفضل للمصريين في كثير من نجاحاتها التي تحققت بعملياتهم النوعية بالتحديد في العراق، الأمر الذي جعل البغدادى يصعد العديد من القيادات المصرية لتصبح قيادات عليا في داعش ويضعون أفكار وعقائد ما تطلق عليه بالدولة الإسلامية». وأوضح أن سر انضمام العديد من المصريين لصفوف داعش هو نجاح هذا التنظيم الإرهابى في استغلال الأحداث بمصر، وخصوصًا بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي الذي يعتبر المعبر الأول والأقوى لتيار الإسلام السياسي في مصر، ما أثار غضب الكثيرين من شباب التيار الإسلامى الذي أصبح ينقم على الدولة ويكرهها ويتمنى لو أتت له الفرصة لحرقها، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعى بدءوا الانضمام. واختتم المنسق العام للجبهة الوسطية حديثه، مشيرًا إلى أن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) موجود على الأراضى المصرية، ولكنه لن يعلن وجوده رسميًا إلا بعدما تقوى شوكته ويصبح له قاعدة قوية تساعده في إعلان الحرب على مصر. «تحذيرات بالجملة» ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات والجماعات الإسلامية، فقال ل«فيتو»: يكفى التأكد من أن وزير الدفاع الأول لتنظيم داعش الإرهابى في عام 2010 هو المصرى السوهاجى الراحل عبدالمنعم عز الدين بدوي، أحد مؤسسى التنظيم مع 3 آخرين من الذين يحملون الجنسية المصرية، بالإضافة إلى عادل حبارة أحد أكبر رجال هذا التنظيم الإرهابى بعد أن اعترف بأخذ معونات من داعش مقابل ذبح الجنود المصريين، على حد قوله. وأضاف «فرغلي»: «داعش تنظيم فريد من نوعه، خصوصًا بعد أن استغل وسائل الاتصال الحديثة في تجنيد المصريين من أنصار تيار الإسلام السياسي المنهار في مصر بعد ثورة يونيو، مستغلا شحنة غضبهم الزائدة وبدأ في توجيههم نحو تخريب وتدمير مصر من الداخل كنوع من أنواع التدريب قبل اعتمادهم جنودًا في جيش الدولة الإسلامية بالعراق والشام». وواصل الباحث في شئون الجماعات الإسلامية حديثه مشددًا على أن «داعش» سيظل يعبث في عقول الشباب المصرى ويواصل تجنيده لهم، ما لم يتم وضع حلول فعالة لإيقافهم وإصلاح الخطاب الفكرى والدينى ومحاولة استقطاب هؤلاء الشباب بعيدًا عن التطرف والتكفير بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة. «الفريضة الغائبة» في السياق ذاته، قال منير أديب الباحث في الشئون الإسلامية ل«فيتو»: «في اعتقادى الشخصى أن المصريين المنضمين لتنظيم داعش ليسوا بالأعداد المهولة التي يضخمها الإعلام، وهذا لسبب واحد وهو وجود 6 تنظيمات جهادية إرهابية ظهرت بمصر بعد عزل مرسي في 3 يوليو 2013، من أجل الدفاع عن الإخوان ومحاولة إعادتهم إلى سدة الحكم». وذكر أن هذه التنظيمات الستة هي: «أجناد مصر، أنصار الشريعة، أنصار بيت المقدس، جند الإسلام (الفرقان)، الذئاب المنفردة، وأرض الكنانة»، ومن ثم فإن معظم المصريين العائدين من سوريا انضموا لتلك التنظيمات الستة من باب أولى لمساعدتهم في حربهم المفتوحة على مصر في إطار وجود علاقة وثيقة بين تلك التنظيمات و«داعش» الذي يقدم لهم دعمًا لوجيستيًا وإعلاميًا يساعدهم على نشر بياناتهم وفيديوهات لعملياتهم بعيدًا عن أعين أجهزة الأمن». واستطرد أديب في تصريحاته، منوهًا بأن مصر أصبحت حاضنة لهذه التيارات التكفيرية والمؤيدين لها من أجل إقامة ما يسمى ب«الفريضة الغائبة»، وهى فريضة الجهاد من وجهة نظرهم، وداعش لا يشترط أن يتواجد جنودها في العراق والشام حتى يكونوا داعشيين بل تسمح لبعض المصريين بالتواجد على أرض مصر وتنفيذ نفس استراتيجيتهم دون اللجوء إلى الخارج والالتحاق بجيشهم في العراقوسوريا». على الجانب الآخر وبالرغم من تقديرات الخبراء أن المصريين في صفوف داعش يصلون من 2000 إلى 3000 مصري، لكن هذا الرقم نفاه هارون زيلين، الباحث بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، مقدرًا الأعداد التي تصل لسوريا وتنضم لداعش بنحو(8500) مقاتل أجنبى قادمين من أربع وسبعين دولة مختلفة منها مصر، وتشير تقديراته لنطاق المقاتلين الأجانب القادمين من كل أنحاء المنطقة والذين أتوا للقتال إلى الجانب السنى من الحرب في سوريا، والعدد من مصر يتراوح من 118 وحتى 358 مقاتلا. أحد أمراء داعش أبو بكر المصري، ظهر في نهاية عام 2013 في منطقة جرابلس في حلب، وأصبح أحد قادة داعش، ووجه رسالة لأهل مصر تم نشرها على موقع يوتيوب، دعا فيها المصريين «للجهاد في سبيل الله لتطبيق شريعته»، قائلًا إن الإخوان والسلفيين لم يسعوا إلى تطبيق الشريعة وسعوا وراء ما يسمى بالديمقراطية وفشلوا أيضًا في تحقيقها. وهناك أيضا أبو مسلم المصري، الذي يشغل منصب قاض بما يسمى «المحكمة الإسلامية» بحلب، وذكر عن أفراد المجموعة المصرية المنضمة لداعش أنهم «كمجموعة من المصريين فضلوا الهجرة من مصر عقب الثورة، التي قامت ضد الظلم والطغيان»، مشيرا إلى أن «تلك الثورة لم تغير أي شيء على أرض الواقع»، وأن «الحكم الطاغوتى استشرى ولم نجد من يدافع عن إقامة الدولة الإسلامية، فهاجرنا لإعلاء كلمة الله وتطبيق شريعته في الأرض». وأضاف «أبو مسلم» في كلمة له «إن الأحداث أثبتت أن التجربة الديمقراطية لن يكتب لها النجاح في بلادنا والفتوى ليست لعبة فهؤلاء العلماء المشايخ طلاب العلم من أفتوا بجواز دخول الديمقراطية للوصول إلى الإسلام عن طريق الصناديق هؤلاء ضلوا ضلالًا مبينًا، مشيرًا إلى أن الفتوى لابد أن تستند إلى علمين علم بالواقع وعلم بالحكم الشرعي». أما انضمام «إبراهيم أبو المهاجر المصري» لتنظيم داعش فكان في 17 يونيو 2013، حيث بايع «أبو سفيان»، أحد قادة داعش بسوريا، على الموت، لكنه انشق عنهم في شهر يناير 2014. لم يكتف تنظيم «داعش» بتجنيد الشباب فقط، لكنه ضم في صفوفه كبار السن أيضًا ومنهم «أبو اليسر محمود سيد جمعة» من الإسكندرية وعمره 72 عاما، وسافر لسوريا في 5 يوليو 2013، وعرض عليه أبو أيوب التونسي، قائد داعشي، عمل عملية استشهادية في أحد معسكرات الجيش السوري، لكن قُبض عليه. قائمة المصريين المنضمين لصفوف داعش طويلة، وتضم أيضا «خطاب المصري» الذي يقاتل في صفوف داعش، و«أبى حسن المصري»، أما بلال فرج الله الملقب ب»أبو مجاهد المصري» فقد قتل بحلب في 23 أبريل 2013. وهناك حكايات غريبة للمصريين المنضمين لداعش، حملها الموقع المخصص لبيانات التنظيم «just past it» على الشبكة العنكبوتية، أبو حاتم المصرى يحكى قصة انضمامه لداعش، بدأها ب»مطمئن قلبى إلى نصرة الدولة الإسلامية»، مشيرًا إلى أن ولاءه في البداية كان للقاعده وشيوخها، وكان مناصر لجبهة النصرة. وأوضح أبو حاتم أنه جلس مع نفسه كثيرًا يفكر في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن «جند بالشام وجند بالعراق و...»، الذي وصفهم أنهم جنود لله لا يضرهم من خذلهم، موضحًا أن السواد الأعظم في العراق هم مجاهدون مبايعون للدولة الإسلامية، وهم من كل جنسيات العالم مهاجرين وأنصار، وأنهم خوارج لأنهم خرجوا على الظلم وتكفيريون لأنهم كفروا بما وصفهم ب»الطواغيت» وحطموا رءوسهم ووضعوا أنوفهم في التراب. ويقول أبو حاتم «عندما بايعت البغدادى واطمئن قلبى وتركت الجبهة فكان لأبى محمد الأمريكي، والإخوة الذين سردوا الحقائق، عامل أساسى على اتجاهى وتفكيري»، مشيرًا إلى أنه داخل القاعدة فرع الشام ابتعد عنها كثيرون، وأفسدها سلطان العطوى، الذي يعتبرونه خصمهم ليوم القيامة، بسبب نعته «داعش». وأكد أبو حاتم المصرى أن «أبو مارية» وقيادات جبهة النصرة ينهشون في لحوم الدواعش، مشيرًا إلى أن مقاتلى الدولة الإسلامية يقتلون وهم يبتسمون ويرفعون السبابة، ورائحتهم المسك وأنهم بذلك ليسوا من الفئة الضالة كما يقولون. وأكمل بقوله « أعرف إخوة مصريين في الدولة منهم من ترك خطيبته ومنهم من ترك زوجته وأولاده والله تضحيات لا حصر لها ثم يأتى مغفل يقول هؤلاء طلاب زعامة»، مضيفًا «أقول لأميرنا البغدادى لا تحزن إن كان لك في العراق جيش وفى الشام جيوش، فإن لك بأرض الكنانة، مصر، بدد من الليوث يحبونكم ويتمنون نصرتكم فديناكم وربي». أما أبو حمزة الجزراوي، وهو مصرى انضم لداعش فيحكى قصة انضمامه للتنظيم الإرهابى قائلا «أنا العبد الفقير إلى الله أبو حمزة الجزراوى الذي خرجت في إصدار جبهة النصرة، حزمت أمتعتى وانطلقت إلى إخوة العقيدة في الدولة الإسلامية، وتم الوصول بفضل الله يوم الجمعة 20 رمضان 1435 دعوة إليه سبحانه وجهادا في سبيله جل وعلا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والسلام عليكم». في سياق متصل، وتأكيدا على التواجد المصري، داخل تنظيم «داعش»، أشار هارون زيلين، في إحدى دراساته إلى أنه «على الرغم من تخلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وعلماء الدين الرئيسيين في المجتمع الجهادى العالمى مثل «أبو محمد المقدسى وأبو قتادة الفلسطيني» عن «الدولة الإسلامية في العراق والشام»، إلا أن آخرين أبقوا على دعمهم للجماعة، ومن بينهم «جماعة أنصار بيت المقدس» بمصر».