[email protected] منذ بدأ الرئيس مرسى فى اكتساب شعبية جديدة له من غير الإسلاميين ، وذلك عقب خطابه الشهير بميدان التحرير،وكذلك قراراته بتصفية المجلس العسكرى، وأخيرا خطابه فى إيران الذى خطف به الأضواء فى الأوساط السياسية الإقليمية والعالمية .. انقسمت النخبة المثقفة سواء سياسية او اعلامية تجاه مرسى الى فريقين: الاول أصابته اعراض مرض فوبيا صناعة الفرعون، والثانى لا يرى فى كل ما يخص الرئيس من سياسات وافعال ما يستحق الإشادة اصلا .. الفريق الاول كلما اجاد الرجل أو فعل ما يستحق الثناء عليه قطعوا على الناس طريق الاشادة بما يفعل الرجل، محذرينهم بألا يشاركوا فى صناعة فرعون جديد، وكأن من اهم مقومات عدم صناعة الفرعون ان نضخم كل مذمة للحاكم، ونمحو له كل ممدوحة مع ان الفرعون لاتصنعه اشادات البسطاء، او حتى نفاق اهل السياسة والاعلام، وانما يصنعه ضعف شعبه وجبن شبابه وصمت شيوخه وفساد صناعه وتجاره، والكل يعلم ان هذه النماذج قد انتهت من التاريخ المصرى الحديث على الاقل لمدة اربعة عقود، وهى العقود التى رأت بعينها كيف انهار اعتى نظام قمعى فى تاريخ مصر، امام إرادة سلمية لشعب حر فى 18 يوما فقط، كما ان صناعة الفرعون اصابها خلل قاتل فى بنيتها الاساسية، حيث انتهى للابد زمن الحاكم الذى لايترك كرسيه إلا بزيارة ملك الموت له، وهو اهم مدخل من مدخلات صناعة الفرعون، اما الحاكم الاجير عند شعبه، والذى سيعود لشعبه بعد اربع سنوات لتجديد الثقة به، او لنزعها منه، فانه لايمكن ان يكون فرعونا.. اما الفريق الثانى فهو يرى كل ما يفعله مرسى رجسا من عمل الشيطان، فإن بكى خشوعا فى الصلاة سخروا من بكائه، وإن ذهب ليصلى الجمعة فى ربوع مصر قالوا نحن نريد قائدا وليس إمام مسجد، ونسوا ان أعظم حكام التاريخ ابو بكر وعمر.. كانوا أئمة للمسلمين فى مساجدهم، وإن حقق الرجل مطلبا من مطالب الثورة بانهاء حكم العسكر تحدثوا عن اتفاقية الخروج الآمن للعسكر، وإن صلى العيد فى الخلاء تطبيقا للسنة واختلاطا بشعبه تحدثوا عن التكلفة العالية لتأمين الرئيس، وكأن الاولى ان ينعزل الرجل عن مواطنيه.. وإن نال استحسان العالم كله وبدأ الجميع فى الحديث عن استعادة مصر لدورها الاقليمى والدولى قالوا إنه ينفذ الأجندة الأمريكية والإسرائيلية وهكذا فهم لايرون فيما يفعل خيرا قط .. واقول للجميع رفقا بأنفسكم فالرجل إن اخطأ انصحوه وإن أجاد فشدوا على يديه .