أيمن موسى يكتب: خليفة بوتين صداع في رأس الغرب    مودرن فيوتشر يخشى مفاجآت الجونة في الدوري    موعد مباراة إنجلترا وصربيا في أمم أوروبا "يورو 2024" والقنوات الناقلة    بيان من الجيش الأمريكي بشأن الهجوم الحوثي على السفينة توتور    الكيانات الوهمية وراء أزمة حج الزيارات | تفاصيل    "مجزرة في رفح الفلسطينية".. سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بعد قصف منطقة تأوي النازحين    «بدأت اليوم خلوا بالكم».. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس ال 72 ساعة المقبلة: «حرارة شديدة»    استكمال محاكمة ربة منزل وعشيقها في قتل ابنتها.. اليوم    الوكيل: تركيب مصيدة قلب مفاعل الوحدة النووية ال3 و4 بالضبعة في 6 أكتوبر و19 نوفمبر    العراق.. استمرار حريق مصفاة نفط ببلدة "الكوير" جنوب غرب أربيل    «آخرساعة» كانت معهم| الحُجاج المصريين بخير.. وكل الأمور ميسرة    عيد الأضحى 2024.. هل يجوز التوكيل في ذبح الأضحية؟    تصل ل«9 أيام متتابعة» مدفوعة الأجر.. موعد إجازة عيد الأضحى 2024    مفاجأة مدوية.. دواء لإعادة نمو أسنان الإنسان من جديد    مفاجأة.. لماذا تم رفع اسم محمد أبو تريكة من قوائم الإرهاب؟    في موسم الامتحانات| 7 وصايا لتغذية طلاب الثانوية العامة    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف أحمد الشناوي.. طريقة عمل اللحم المُبهر بالأرز    بوساطة عُمانية، إطلاق سراح فرنسي كان معتقلا في إيران    المفاجآت في قضية سفاح التجمع تتوالى| ارتكب جرائمه ببث مباشر عبر «الإنترنت المظلم»    كيف رد هشام عاشور على لقب "جوز نيللي كريم" قبل انفصالهما؟    التليفزيون هذا المساء.. الأرصاد تحذر: الخميس والجمعة والسبت ذروة الموجة الحارة    شاهد مهرجان «القاضية» من فيلم «ولاد رزق 3» (فيديو)    محمد عبد الجليل: أتمنى أن يتعاقد الأهلي مع هذا اللاعب    رابطة الأندية تكشف حقيقة مقترح إلغاء الدوري بسبب ضغط المُباريات    هل يقبل حج محتكرى السلع؟ عالمة أزهرية تفجر مفاجأة    وزير الأمن القومي الإسرائيلي يوجه له رسالة شديدة اللهجة لنتنياهو    حزب الله ينفذ 19 عملية نوعية ضد إسرائيل ومئات الصواريخ تسقط على شمالها    المجازر تفتح أبوابها مجانا للأضاحي.. تحذيرات من الذبح في الشوارع وأمام البيوت    أبرزها المكملات.. 4 أشياء تزيد من احتمالية الإصابة بالسرطان    بعد ساعات من تحديد جلسة محاكمته، عمرو دياب يطرح أغنيته الجديدة "الطعامة" (فيديو)    24 صورة من عقد قران الفنانة سلمى أبو ضيف وعريسها    مؤتمر نصف الكرة الجنوبي يواصل اجتماعته لليوم الثاني    الأعلى للإعلام: تقنين أوضاع المنصات الرقمية والفضائية المشفرة وفقاً للمعايير الدولية    التعليم العالى المصرى.. بين الإتاحة والازدواجية (2)    .. وشهد شاهد من أهلها «الشيخ الغزالي»    صدمة قطار.. إصابة شخص أثناء عبور شريط السكة الحديد فى أسوان    حازم عمر ل«الشاهد»: 25 يناير كانت متوقعة وكنت أميل إلى التسليم الهادئ للسلطة    محمد الباز ل«كل الزوايا»: هناك خلل في متابعة بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    هاني سري الدين: تنسيقية شباب الأحزاب عمل مؤسسي جامع وتتميز بالتنوع    اتحاد الكرة يعلن حكام مباراتي بيراميدز وسموحة.. وفيوتشر أمام الجونة    مهيب عبد الهادي: أزمة إيقاف رمضان صبحي «هتعدي على خير» واللاعب جدد عقده    «الأهلي» يزف نبأ سارًا قبل مباراة الزمالك المقبلة في الدوري المصري    سعر السبيكة الذهب الآن وعيار 21 اليوم الخميس 13 يونيو 2024    برج الأسد.. حظك اليوم الخميس 13 يونيو: انصت للتعليمات    مدحت صالح يمتع حضور حفل صوت السينما بمجموعة من أغانى الأفلام الكلاسيكية    عماد خليل: تشكيل الحكومات يأخذ فترة من المشاورات لانتقاء أفضل العناصر    فلسطين تعرب عن تعازيها ومواساتها لدولة الكويت الشقيقة في ضحايا حريق المنقف    بعد ارتفاعه في 9 بنوك.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الخميس 13 يونيو 2024    أحمد لبيب رئيسًا لقطاع التسويق ب«عز العرب»    أخبار × 24 ساعة.. الزراعة: مصر من أكبر مصدرى الفول السودانى للاتحاد الأوروبى    «رئيس الأركان» يشهد المرحلة الرئيسية ل«مشروع مراكز القيادة»    الداخلية تكشف حقيقة تعدي جزار على شخص في الهرم وإصابته    انتشال جثمان طفل غرق في ترعة بالمنيا    الأهلي يكشف حقيقة مكافآت كأس العالم للأندية 2025    قبل عيد الأضحى.. طريقة تحضير وجبة اقتصادية ولذيذة    مسئول سعودى : خطة متكاملة لسلامة الغذاء والدواء للحجاج    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"هبة النيل" عطشانة.. مدن وقرى «المحروسة» تبحث «لغز اختفاء المياه».. آلاف الأفدنة تبحث عن قطرات مياه والبوار يلاحقها في الصعيد.. 16ألف فدان مهددة بالبوار في المنيا و300 محضر ضد مزارعي بني سويف
نشر في فيتو يوم 25 - 08 - 2014

أرض بلا مياه كجسد بلا روح» واليوم يسجل التاريخ أن «مصر هبة النيل» تحاصرها أزمة العطش من كل جانب.. مصر الزراعية يموت زرعها واقفًا.. علمونا في الابتدائية أن «النيل هو الكوثر»، لكن أرض الواقع تطرح سؤالا «أين مياه النيل وأين شريان الكوثر؟».
اليوم وفى القرن ال21 يعانى ملايين المواطنين من أخطبوط ندرة المياه الذي ضرب بأذرعه فأصاب آلاف الأفدنة بالمحافظات بالبوار وقتل معها أحلام شباب الخريجين وأسر كانت تكسب رزقها من أراضيها المستصلحة، فضلًا عن انقطاع مياه الشرب واختلاطها في كثير من الأحيان بمياه الصرف فكان جزاء المواطن الإصابة بفشل كلوى أو ملاحقة البلهارسيا للأطفال.
وفى زخم المشروعات التي تطلقها حكومة المهندس إبراهيم محلب، تتعالى صرخات المواطنين رغبة منهم في حل مشكلة المياه، فإذا كان من المستطاع تحمل أزمة انقطاع الكهرباء فالمياه لا يمكن الاستغناء عنها لساعات وليس لأيام أو أسابيع، وليذكر المسئولون الآية الكريمة «وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ».
الخزانات قُبلة الحياة
تتركز أزمة انقطاع مياه الشرب بمحافظة شمال سيناء في أحياء وقرى مركزى رفح والشيخ زويد، وكذلك قرى ومدن وسط سيناء التي بالكاد توفرها لهم شركة المياه ليتم تخزينها في خزانات كبيرة الحجم ليتمكنوا من الشرب منها، وقضاء حوائجهم، بالإضافة إلى مدينة العريش التي تنقطع أحيانًا المياه عن بعض أحيائها مثل أبو صقل والريسة والضاحية والعبور والمساعيد لأكثر من أسبوعين متواصلين.
تصل المياه من المحطات الرئيسية إلى القنطرة فالعريش، قبل أن يتم تخزينها في خزانات تابعة لشركة مياه الشرب والصرف الصحي، ثم يبدأ توزيعها على المناطق المختلفة، وفقًا لجدول الأيام، بواقع يومين في الأسبوع، ثم يأتى بعد ذلك دور مواطنى أرض الفيروز في إنشاء خزانات خاصة بهم لاستلام المياه وتخزينها، وتزايدت أزمة انقطاع المياه بشكل كبير في الآونة الأخيرة.
ومن جانبه، قال مصدر مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بمحافظة شمال سيناء إن الخطة العاجلة لهذا العام تتبنى إنشاء وتنفيذ عدد من محطات تحلية المياه، وإنشاء محطتين في الحسنة ومحطتين أخريين في نخل، لافتًا إلى أنه بالفعل تم تركيبهما، وهما حاليا تحت التجربة.
وأشار المصدر إلى تشغيل محطة أبو عجيلة المتوقفة منذ عام 2010، لافتًا إلى وجود 4 محطات في الشيخ زويد، وجار إنهاء إجراءات خاصة بمحطة غرب الميناء بالعريش بطاقة 5000 متر مكعب، إلى جانب وحدتين في منطقة المساعيد بالعريش قاربتا على الانتهاء.
وأضاف أنه سيتم إنشاء وحدة أخرى في الشيخ زويد بطاقة خمسة آلاف متر مكعب، وبانتهاء إنشاء تلك المحطات وتشغيلها يكون قد تم الانتهاء من حل مشكلة المياه في محافظة شمال سيناء بنسبة 80%.
120 تجمعًا بدويًا بلا مياه
على أحر من الجمر، ينتظر أبناء جنوب سيناء، تدخل المسئولين لإقامة مشروعات تحول مياه السيول من نقمة على أبناء مدن وقرى المحافظة إلى نعمة.
«حميد مرضى -أحد أبناء قبيلة أولاد سعيد بمحافظة جنوب سيناء- صاحب مزرعة» أكد أن المزارعين يعانون أزمة ندرة مياه الري، مشيرًا إلى أن رفع مياه الآبار عبر «المواتير الكهربائية» هو الحل، لكن تتفاقم الأزمة مع عدم موافقة مديرية الكهرباء بجنوب سيناء على تقنين أوضاعهم لإدخال الكهرباء لمزارعهم، مما يؤدى إلى بوار الأرض الزراعية، على حد قوله، وهناك 21 ألف فدان على مستوى مدن جنوب سيناء، تروى عن طريق الآبار، وفقًا لما أعلنه المهندس عاطف حامد، وكيل وزارة الزراعة بجنوب سيناء.
من ناحية أخرى، بدأت مدينة أبورديس خطوات فعلية للاستفادة من مياه السيول عن طريق عمل بحيرةصناعية تستوعب مياه السيول القادمة من وادى «بعبع» الذي يعد من أكثر الوديان بالمدينة الذي تتجمع فيه الأمطار، ثم إدخالها إلى المدينة لاستثمارها في النواحي العديدة ومنها الزراعة، حسبما صرح المهندس عبدالرازق محمد خليل، رئيس مدينة أبو رديس.
أما المهندس محمد عبداللطيف رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بجنوب سيناء فأكد ل«فيتو» أن هناك أكثر من 120 تجمعًا بدويًا على مستوى مدن المحافظة محرومون من المياه، ويتم توفير مياه لتلك التجمعات عن طريق سيارات نقل المياه والتي يبلغ عددها 45 سيارة والتي تتراوح سعتها من 10 إلى 15 مترًا مكعبًا.
وأشار إلى أنه يتم سداد 200 ألف جنيه شهريًا تكلفة سولار سيارات نقل المياه وحدها بخلاف الزيوت وقطع الغيار والفلاتر، موضحًا أن بُعد التجمعات البدوية عن القرى والمدن وراء صعوبة تزويدهم بمياه الشرب، مشددًا على نقل 250 مترًا مكعبًا من المياه إلى التجمعات البدوية بمدينة شرم الشيخ يوميًا.
محافظة السد العالى «المية بفلوس»
على حدود مصر الجنوبية، يعيش الآلاف من الأسر بقرى مشروع وادى الصعايدة بمركز إدفو في محافظة أسوان في معاناة يومية لارتفاع منسوب المياه الجوفية التي غمرت أراضيهم الزراعية، مما أدى إلى تلف المحاصيل.
بدأت المشكلة منذ عدة سنوات، وحلها يستلزم اعتمادات مالية لإنشاء قواطع للصرف الزراعى وتبطين للترعة الرئيسية وهى ترعة وادى الصعايدة بتكلفة لا تقل عن 50 مليون جنيه.
القرى المذكورة تابعة لمشروع شباب الخريجين التابع لوزارة الزراعة، ويرجع السبب الرئيسى في تفاقم المشكلة لأنه عند تنفيذ المشروع في عام 1997، لم يأخذ في الاعتبار وجود الترعة التي تم إنشاؤها وعلو منسوبها عن القرى بوادى الصعايدة ولم يتم تبطينها بشكل جيد، مما أدى إلى تسرب المياه منها إلى القرى المنخفضة ولم تحل هذه المشكلة منذ نحو 23 عامًا.
أهالي القرية قالوا ل«فيتو» إنهم يلجئون لشراء جركن المياه النظيفة ب5 جنيهات لتوفير المياه النظيفة لأسرهم، وأصبحت القرى مهددة بالاندثار بسبب هروب الأهالي منها، مطالبين بإنشاء شبكتين للصرف «الزراعي» و«الصحي»، مع تبطين الترع والمصارف بصورة فورية وعاجلة.
في الوقت نفسه، يعانى أهالي قرية توماس وعافية على ضفاف بحيرة ناصر من نقص مياه الري، ما يتسبب في تلف الزراعات الخاصة بهم، وتكبدهم خسائر كبيرة، وذلك بسبب تكرار حدوث أعطال في عوامة المياه، رغم أنه تم شراء ماكينة رى جديدة ب450 ألف جنيه لتطوير الرى في القرية، كما تعد منطقة الصداقة من أكثر المناطق معاناة لأزمة العطش.
فيما أكد المسئولون تخصيص 7 ملايين جنيه لإحلال وتجديد ورفع كفاءة رافعى السيل والجزيرة من خلال تركيب 5 طلمبات لكل رافع بجانب رفع كفاءة 3 روافع علوية بالصداقة الجديدة، مع تركيب غراب مياه رئيسى لشركات المقاولات المنفذة لمشروعات الإسكان بالمنطقة.
القمح والنخيل في خطر
على أرض محافظة الوادى الجديد، تعانى قرى مركز بلاط نقصًا حادًا في مياه الشرب والري، رغم أنها إحدى مدن التوطين التي أنشأتها الحكومة لتعمير المنطقة الواقعة بين بلاط والخارجة وخلق مجتمعات عمرانية.
وتسبب انقطاع المياه المتكرر في هلاك أكثر من 150 فدانًا من محصولى القمح والنخيل بقرية الزيات، فضلًا عن انحسار الرقعة الزراعية، ولذلك أكد محمد أحمد عبد الله، أحد أهالي القرية ل«فيتو»، أن هناك 450 نسمة بالقرية متضررة من انقطاع المياه، مما يقضى على مصدر دخلهم الأول.
وحذر من لجوء عدد كبير من القادمين من خارج المحافظة للإقامة واستصلاح الأراضى بصحبة أسرهم من بيع أراضيهم والعودة إلى محافظاتهم الأصلية، أو تسليمها لمن يثقون به في القرية، مطالبًا بسرعة مدالكهرباء للقرية التي تعتمد على مولدات الديزل.
أما «سيد رباح - أحد أهالي قرية الزيات» فأوضح أن تعطل الآبار الزراعية وندرة المياه، تسبب في هلاك عشرات الأفدنة المزروعة بالنخيل، الذي يعتبر المحصول الإستراتيجى الأول بالمحافظة، مشيرًا إلى أن أشجار النخيل تحتاج من 7 إلى 10 سنوات لتنمو مرة أخرى.
بدوره، ذكر المهندس صابر صقر رئيس مركز ومدينة بلاط، أن المشكلة الحقيقة تكمن في تعطل مولدات آبار الرى الزراعية والتي تم تركيبها منذ عشرات السنوات ولا تتوافر لها قطع غيار ولم يتم صيانتها منذ فترة كبيرة، مما أدى إلى تعطلها وتوقفها عن العمل.
وأشار إلى أنه يجرى حاليا توصيل كهرباء السد العالى إلى قرية الزيات من خلال خط تغذية بتكلفة 14 مليون جنيه لتزويد وإنارة المنازل، بالإضافة إلى أنه سيتم مد 12 بئرًا زراعيًا للقضاء على مشاكل تعطل آبار الرى التي تعمل بالديزل.
وتمتد الأزمة إلى قرية درب الأربعين التابعة لمركز ومدينة باريس، ويواجه أبناء القرية أزمة المياه بتعبئة الجراكن ونقلها على الدواب والسيارات إلى منازلهم والتي تبعد عنهم عشرات الكيلومترات وذلك لعدم وجود محطة مياه بالقرية، وتوقف الحكومة عن استكمال البنية التحتية لهم.
البوار يلاحق أراضى شباب الخريجين
وصلت أزمة المياه إلى «عروس النيل»، وتمثل الأراضى الزراعية بقرية جزيرة تل بنى عمران التابعة لمركز ديرمواس نموذجًا للأراضى الزراعية المهددة بالبوار، وتزيد مساحتها على 10 آلاف فدان من أجود الأراضى الزراعية، وتكرر الأمر مع أراضى بنى مزار ومطاي، ورغم تقدم الأهالي بعدد كبير من الشكاوى للمحافظة لحل المشكلة فإنها لم تحرك ساكنًا.
والآن بات مؤكدًا أن مستقبل أكثر من 350 خريجًا مهدد بقرى غرب سمالوط بعد أن تسببت مديرية الرى في تلف محاصيلهم وتهديد 20 ألف فدان بالبوار، لقطع مياه الرى عن أراضيهم وبعد أن تقدموا بشكواهم لجميع المسئولين لم يحدث أي تغيير.
«محمد جواد - أحد شباب الخريجين بالمنيا» أشار إلى أنهم استصلحوا هذه الأراضى ودفعوا كل ما يملكون من أجل استصلاحها وزراعتها إلا أنهم فوجئوا بأن مناوبة الرى انقطعت والمحاصيل على وشك التلف، وبعد أن كانت المناوبة تأتى كل 11 يوما لمدة 6 أيام، إلا أنها بدأت منذ شهرين تأتى ليومين فقط وهذه الفترة لا تكفى لرى جميع هذه المساحات.
ويضم مركز العدوة الواقع أقصى شمال المحافظة أكثر من 15 ألف فدان جميعها تقع داخل زمام مركز العدوة تموت عطشا بسبب النقص الشديد في مياه الري، ورغم أن المشكلة معروفة ووعد بحلها وزير الأشغال والموارد المائية السابق خلال زيارته الأخيرة للمحافظة الصيف الماضى فإن المزارعين لا يزالون يتجرعون المياه نقطة نقطة ويتكبدون خسائر فادحة، تمثلت إلى انخفاض إنتاج الفدان من المحاصيل إلى خمس إنتاج الزراعات الأخرى.
ويتوجس أهالي قرية الشيخ مبارك بمركز أبوقرقاص جنوب المحافظة خيفة من موت المحاصيل بالقرية بعد بوار وتلف أكثر من 6 أفدنة وبيعها بأقل من سعرها كل عام.
وشدد «عبدالله يوسف - مزارع» على أنه لا توجد مياه نهائيًا في ترعة الديروطية، منذ عام تقريبا، ولذلك لجأ كل المزارعين إلى المياه الجوفية، لكن تكلفة إنشاء الطلمبة الواحدة تتجاوز 4 آلاف جنيه.
تلاعب في حصة الرى
في محافظة بنى سويف تشهد قرى المحافظة ما يسمى «السدة الشتوية» التي تتسبب في صراع بين المزارعين على أولوية الري، ما ينتج عنه العشرات من المشاجرات المسلحة وغير المسلحة.
يقول أحمد عبدالسلام، مهندس زراعى إن مزراعى وفلاحى قرى بنى سويف يشكون دائمًا من نظام الرى فهو عبارة عن منوبات عشرة أيام تغيب فيها المياه وخمسة أيام توجد بها المياه، فضلًا عن عدم وصولها لنهايات الترع والأفرع، بسبب انسداد المواسير بالمخلفات والقمامة، مما يضطر المزارع إلى استخدام الأبيار «الارتوازية» لسحب المياه من باطن الأرض.
فيما اعترف مصدر مسئول بمديرية رى بنى سويف أن مسئولى الوزارة بالمنيا يتلاعبون بحصص المياه المخصصة للمحافظات المجاورة لهم، والتي من بينها بنى سويف، لافتًا إلى أنه ثبت أكثر من مرة، قيام مديرية رى المنيا بسرقة المياه المخصصة لحصة بنى سويف، من خلال ترعة الإبراهيمية.
وتساءل «جمال محمود - مزارع»: «كيف تسعى الدولة لاستصلاح 4 ملايين فدان، حسب التصريحات الأخيرة لرئيس الجمهورية، وتوجد أزمة كبيرة لنقص مياه الرى بجميع المحافظات؟»
أما «محمد صلاح - مزارع من قرية الشقر جنوب بنى سويف، أن تقاعس مسئولى الرى عن صيانة مواسير ترعة «الأبعادية» المنشأة حديثًا أفقدها دورها في عملية الري، فضلًا إهدارها لأكثر من 750 ألف متر معكب من المياه بسبب تهالك المواسير.
ويضيف «سيد جابر - مزارع» أن أفرع 3،2،1 من مسقى ملاطية مغاغة الموجود على خريطة الرى لا تصله المياه منذ 3 سنوات، وكان مخصصا لتغذية مجلس قروى الفنت الشرقية والتي تضم 20 ألف فدان، مما اضطر الفلاحين لرفع المياه من أسفل الأرض بمواتير ارتوازية، وهذه المياه المليئة بالأملاح والصرف الصحى تسببت في بوار الأرض.
في حين، شدد المهندس صابر عبدالفتاح، وكيل وزارة الزراعة، على أن الدولة في طريقها لتشريع حزمة من القوانين التي تجرم السطو على مياه الري، مشيرًا إلى صدور قرار بتجريم زراعة محصول الأرز داخل المحافظة، وتم تحرير أكثر من 300 محضر تبديد مياه الرى للمزارعين لمحصول الأرز، الذين خالفوا قانون حظر زراعته بالمحافظة، مع تحصيل غرامة قيمتها ثلاثة آلاف جنيه عن كل فدان للمخالف.
ثورة على مسئولى المياه
رغم شكاوى الأهالي المتكررة للمسئولين بمجالس المدن في محافظة الشرقية وشركة مياه الشرب والصرف الصحي، والوعود المتكررة بحل أزمة انقطاع المياه فإن الوعود ذهبت أدراج الرياح ومازالت المياه مقطوعة عن أكثر من 30 قرية.
من جانبه، أكد «محمود نصر - أحد أهالي قرية الست هوا بمركز الحسينية» أن المياه مقطوعة منذ أكثر من 6 أشهر عن قريته والقرى المجاورة دون سبب واضح، مشيرًا إلى أنه توجه مع وفد من الأهالي والتقوا برئيس مجلس مدينة الحسينية والدكتور سعيد عبدالعزيز محافظ الشرقية لحل هذه المشكلة التي تؤرقهم ليل نهار، دون تحقيق استجابة تذكر.
«محمد عبدالعزيز - أحد ساكنى قرية قهبونة» قال ل«فيتو»: «نموت عطشا ولا يسأل المسئولون عنا، فالمياه لم تدخل منازلنا منذ 4 أشهر، وقبل ذلك كانت تأتى ساعتين بالليل وتقطع تانى لمدة شهرين حتى انقطعت نهائيًا.. حفرنا خط المياه الواصل للقرية لتصليحه ولكن وجدنا المواسير نظيفة وغير مكتومة.. خاطبنا مسئولى محطة المياه فقالوا إن ضخ المياه ضعيف لهذا لا تصل المياه للقرية، ولم نحصل على إجابة وافية».
وفى جزيرة الشافعى التابعة لمركز أولاد صقر أكد الأهالي أنهم يشترون مياه الشرب المعبئة في جراكن بسعر جنيهين للجركن سعة 10 لترات، واستخدام مياه النيل في الأعمال المنزلية مثل الطهى وغسيل الملابس والأواني.
من جانبه، قال المهندس عبد السلام عبدالشافى نائب رئيس مجلس مدينة الحسينية إن مشكلة المياه مستمرة منذ سنوات، وحلها في أيدى المسئولين، لافتًا إلى أن 10 وحدات محلية بمدينة صان الحجر والحسينية تعانى من أزمة المياه، وجار بناء محطة لمياه الشرب وتم تخصيص ثمانية أفدنة لإقامتها وقريبًا سيتم حل المشكلة.
انتشار الفشل الكلوى
تعتمد محافظة البحرالأحمر على محطتى مياه شرب من النيل، هما محطة مياه البحرالأحمر المرشحة بقناوتخدم مدن سفاجا والقصير وجنوب الغردقة، بالإضافة إلى المشتركين على طول الخط، ومحطة مياه المرشحة خط الكريمات - الغردقة، وتخدم مدينة الغردقة ورأس غارب والزعفرانة والمشتركين على طول الخط.
كما توجد 8 محطات مياه للتحلية منها محطات تحلية المياه بالغردقة، القصير، مرسي علم الجديدة، محطة مرسى علم القديمة، حماطة، الشلاتين، ومرسى حميرة، وأبو رماد، ورغم وجود العديد من المحطات بمدينة الغردقة وباقى مدن البحر الأحمر، إلا أن أزمة انقطاع مياه الشرب في الغردقة متكررة يوميًا، وسبق أن قدمت 45 عائلة من المقيمين بالمدينة عدة شكاوى لمحافظ البحر الأحمر، ورئيس شركة المياه من تضررهم بسبب قطع المياه عنهم.
مصدر مطلع بشركة مياه الشرب بالبحر الأحمر أكد أن أكثر من 15 منطقة بالمحافظة تعانى من انقطاع المياه، لعدم وجود شبكة لمياه الشرب من الأساس، وهناك شبكات أخرى غير صالحة، لافتًا إلى أن أبرز هذه المناطق «السنتر الليبى، ومنطقة مبارك 7، والإنتر كونتننتال، ومجاويش، حديقة الوفاء، العرب، الكوثر». وفى إطار ذلك، أوضح «عماد رمزى - أحد ساكنى منطقة خلف السنتر الليبى بمدينة الغردقة» أنه تم قطع المياه عن أكثر من 45 أسرة وتم إرسال إنذارات إلى أهالي المنطقة بقطع المياه عنهم لتركيبهم خطوط المياه «خلسة»، فضلا عن قيام أحد المستثمرين بسرقة المياه من الخط لوحداته السكنية الاستثمارية، على حد قوله. وأضاف: «ندفع 600 جنيه شهريًا بقيمة 25 جنيهًا للطن من سيارات المياه الخاصة»، مشيرًا إلى أنه تم قطع المياه منذ يوم 5\6\2013 أي بعد حلف الوزارة بيوم واحد».
ويعانى أهالي المدينة من نقص مياه النيل، حيث يتم خلطها بمياه التحلية بنسبة كبيرة تتجاوز 80%، مما تسبب في إصابة الأهالي بالفشل الكلوي، فهناك أكثر من 250 حالة فشل كلوي، بالإضافة إلى حالات قرحة المعدة وحصوات وأملاح.
ويضيف عادل محمود أحد مواطني مدينة القصير أن المياه تصل للمنازل صفراء اللون غير صالحة للاستخدام الآدمى وتسببت في الكثير من الأمراض منها الفشل الكلوى والفيروسات التي تصيب الأطفال والشباب.
محافظة المياه الملوثة
تتعرض آلاف الأفدنة في مراكز محافظة المنوفية للتدمير نتيجة عدم توافر المياه أو الاعتماد على المياه «المُعين» التي يزداد فيها درجة عنصر المنجنيز ويكون سببا في تدمير الأرض وارتفاع ملوحتها، وما بين العطش والملوحة يعيش المزارع المنوفى بين أزمة العطش وتحمل تكاليف باهظة لتراجع الإنتاجية.
ففى مركز قويسنا يعانى الأهالي من انقطاع المياه، خلال الفترة الماضية، لأكثر من شهرين متواصلين، مما دفعهم للخروج بالعديد من التظاهرات أمام الديوان العام لمحافظة المنوفية، مطالبين بحل الأزمة، ولكنهم وجدوا وعودًا غير قابلة للتنفيذ.
وفى قرية قشطوخ التابعة لمركز تلا، والتي يصل عدد سكانها إلى 35 ألف نسمة، يعانى أهالي القرية من أزمة مياه. ويقول تامر زكريا من أبناء القرية أنهم يعانون الأمرين في الحصول على المياه.
وفى عدد من قرى مركز أشمون تشهد قرى «صراوة، شطانوف، سنتريس، محلة سبك، طليا، ومركز أشمون نفسه» تلوثا للمياه، التي تزداد فيه نسبة التلوث بشكل كبير، وخصوصًا في مركز يضم 66 قرية، ويمتد الأمر لقرى مركز منوف.
أما عبدالفتاح بريقع نقيب الفلاحين ببركة السبع فأكد أن 4 آلاف فدان تتعرض للموت، بسبب عدم وصول المياه إليها، واعتماد الفلاحين على المياه الموعين التي لا تغنى ولا تساعدهم على استكمال زراعة الأرض.
وأوضح أن الأراضى موزعة كالتالي: «1100 فدان بقرية أبو مشهور، 1200 فدان بقرية الروضة، 600 فدان بقرية الشهيد فكري، 400 فدان بقرية كفر الشيخ مفتاح، 700 فدان بقرية ميت غزال»، مشيرًا إلى أن عدد الفلاحين المالكين للحيازات الزراعية وصل إلى 2806 فلاحين بقرية أبو مشهور، و300 فلاح بالشهيد فكرى، و2400 فلاح بالروضة، 400 فلاح بكفر الشيخ مفتاح، و2600 فلاح بميت غزال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.