انتقل المحقق إلى منطقة العمرانية، والتى شهدت جريمة قتل مثيرة لأقصى درجة.. فيها تراهن عاطلان على من يتعاطى أكبر قدر من المخدرات ومن يفقد الوعى أولا يقتله الثانى، وبالفعل نفذ العاطلان الرهان وقتل أحدهما الآخر ذبحا.. كانت هذه المعلومات الأولية التى حصل عليها المحقق، أما التفاصيل الاكثر إثارة وغرابة فيسردها فى السطور التالية: «تقول المعلومات إنه منذ أكثر من عامين، نشبت مشاجرة عنيفة بين الصديقين «أحمد» و«محمد» بسبب تنافسهما على حب إحدى الفتيات.. واستعان محمد بمجموعة من أصدقائه ولقنوا أحمد علقة ساخنة كانت نتيجتها بتر كف يده اليمنى، ولأنه كان متزوجا فإن زوجته اعتادت معايرته بتلك الواقعة وحدثت بينهما مشاكل وخلافات حادة بسبب معايرتها له بأنه «مش راجل».. ساءت حالة أحمد النفسية بشدة وعقد العزم على الانتقام من صديقه محمد وقطع يده وكثرت المناوشات والخلافات بين الاثنين، إلى أن جاء صديق مشترك لهما واقترح اقتراحا ينهى هذا النزاع إلى الأبد.. وتمثل الاقتراح فى أن يتراهن الاثنان على تعاطى أكبر قدر من الأقراص المخدرة، ومن يفقد الوعى أولا يكون للثانى حرية التصرف فيه.. وبالفعل اجتمع الثلاثة فى منزل أحمد وأعدوا سنجة حادة ليستخدمها الفائز فى انتقامه.. بدأ سباق تعاطى البرشام المخدر إلى أن سقط محمد على الأرض فاقدا الوعى.. أمسك أحمد السنجة الحادة ودون تردد ذبح غريمه أمام صديقهما الثالث.. ولم يكتف بقتله بهذه الطريقة البشعة، بل قام بقطع يده اليمنى واحتفظ بها فى الثلاجة حتى يريها لزوجته عند عودتها! أسرع الصديق المشترك إلى والد القاتل وأخبره بأن ابنه ارتكب جريمة قتل داخل شقته.. انطلق الرجل من فوره إلى قسم شرطة العمرانية وقدم بلاغا بالحادث.. انتقل رجال المباحث إلى مكان الجريمة ففوجئوا بالقاتل يفتح لهم الباب وادعى أنه يعانى من حالة هيستيرية وراح يردد كلمات غير مفهومة، وعند تفتيش الشقة عثر رجال المباحث على جثة القتيل داخل جوال، فالقوا القبض على القاتل ونقلوا الجثة إلى المشرحة، وهناك اكتشف الأطباء بتر كف المجنى عليه اليمني.. بمواجهة المتهم اعترف بتفاصيل الحادث وأكد أنه يخفى الكف فى فريزر ثلاجته، وبالفعل عثر رجال المباحث عليها.. وفى التحقيقات بدا المتهم ثابتا وهو يتحدث عن انتقامه من غريمه مؤكدا أنه غير نادم على جريمته، بعد أن أصبح قادرا على رفع رأسه أمام زوجته.