قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن الغيب هو كل ما غاب عن الحس، فكل ما يحدث في أرجاء الأرض مما لا يدركه الإنسان حسيا الآن فهو غيب. وأوضح جمعة، خلال لقائه ببرنامج "والله أعلم"، اليوم السبت، على قناة "سي بي سي"، أن الغيب نوعان "مطلق ونسبي"، مشيرا إلى أن النسي يمكن معرفته بوسائل الاتصال الحديثة، وبذلك ينتقل من عالم الغيب إلى عالم الشهادة، وعالم الشهادة يدرك بالحواس سواء بالعين أو السماع أو غيرها. وتابع جمعة أن البرهان العقلي مبني على الحس ولذلك لا يمكن إقامة برهان حسي على يوم القيامة ولا على الجنة والنار ولا عذاب القبر فمن المضحك أن نستجلب موضوعًا من الغيب ونحاكمه بمقاييس الحس والعقل؛ كأن نناقش عذاب القبر وضمة القبر - الواردة في السنة الصحيحة - بالحس فهذا هذيان لا يخرج صاحبه من الملة ولكن منكره فاسق". واستطرد قائلا: "أن الثعبان الأقرع ورد في السنة كعقوبة لتارك الزكاة ومِن آثاره أنه حث الناس على إخراج زكواتهم تنمية للمجتمع وهو ثابت ليوم القيامة ولكن لا علاقة له بالقبر، وأن الإيمان بالغيب يجعل الإنسان يحاسب نفسه"، مؤكدًا أن المناقشة للتشكيك في عذاب القبر تفكير معوج، وإشغال الناس بإنكاره لا فائدة منه، وعلينا أن نتبع الفكر المستقيم".