حالة من الذعر والهلع، فجرها اكتشاف 33 حالة من مرض السل البقرى فى مركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، لتضيف نحسا جديدا فى زمن الإخوان إلى خريطة الكوارث التى ابتليت بها مصر، منذ وصول الدكتور محمد مرسى، لكرسى الرئاسة. خطورة المرض تكمن فى كونه من الأمراض المشتركة, والتى يتجاوزعددها 200مرض، وتتعامل الهيئة العامة للخدمات البيطرية معها من منطق رد الفعل وليس بمنطق الاستباق والوقاية, المرض اخطر من انفلونزا الطيور والحمى القلاعية لأنه يأخذ فى طريقه الأبقار، والجاموس، والدواجن, ويصيب الانسان بالتعامل وتناول المنتجات الملوثة بالمرض. خبراء الطب البيطرى قدموا «روشة » من 3 نصائح لمنع انتقال المرض للإنسان وهى: عدم شراء اللحوم المذبوحة خارج المجازر والجبن القريش البيئة الحاضنة له، لكونها منتجة من مادة خام، بعيدا عن البسترة, مطالبين بمراقبة جميع منتجات الألبان، فى الشركات من الجبن، واللبن الزبادى، والقشدة، والأيس كريم، والجيلاتى حتى لا تكون من حيوانات إيجابية مصابة بالسل. الدكتور محمد حسام الدين رفاعى- أستاذ الميكروبيولجى والمناعة بمعهد بحوث التناسليات ومعمل باستير للأبحاث بفرنسا- اوضح أن السل مرض بكتيرى متوطن فى مصر, تصيب الأنواع الممرضة منه الإنسان والثدييات والطيور، وأهم هذه الأنواع العترة البقرية، التى تصيب الأبقار والجاموس، بما يترتب عليه خسائر كبيرة فى مجال الإنتاج الحيوانى والصحة العامة، لكونه مرضا مشتركا ينتقل للانسان بالتعامل المباشر,و تناول منتجات المواشى والحيوانات المصابة. مصدر العدوى فى الحيوان المصاب بحسب تأكيدات الدكتور- رفاعى - تفرزه الميكروبات المسببة للمرض من خلال الرذاذ والإفرازات فى حالة الإصابة الرئوية أو سل الجهاز الهضمى كما يفرز الميكروب فى اللبن عند الإصابة بسل الضرع, لافتا الى أن أعراض الحيوان المصاب تظهر فى حالة ضعف عام مع فقد الوزن، وفقدان الشهية وخمول للحيوان، وارتفاع فى درجة حرارته، ولمعان فى عينيه، وقد يصل الامر الى حد النفوق. رفاعى شدد على عدم شراء اللحوم من خارج المجازر الحكومية، وغلى اللبن لمدة لا تقل عن 10دقائق فى اوعية طاهرة، مع التقليب المستمر، وإطالة فترة الغليان أو الغلى أكثر من مرة وتشديد الرقابة على مصانع إنتاج الالبان والزبادى والجبن، لتكون جميع المنتجات من حيوانات سلبية لاختبار مرض السل, مؤكدا ان الخطورة تكون اكبر عند تداول الجبن القريش لتصنيعه بطريقة يدوية بدائية، بما يجعله بيئة خصبة لمرض السل والبروسيلا فى حالة إصابة الحيوان بمرض الحمى الملاطية. الدكتور مصطفى عبد العزيز-نقيب البيطريين السابق- ارجع سبب ظهور مرض السل البقرى الى عجز حكومة هشام قنديل عن القيام بالكشف الدورى على الحيوانات، لتحديد الحيوانات المصابة وإعدامها, مؤكدا انه مرض يعرض الثروة الحيوانية لخسائر كبيرة ومنتشر فى كثير من دول العالم ومنها مصر وليس له علاج , الدكتور مصطفى طالب بضرورة الفحص الميدانى للحيوانات المصابة فى المحافظة والمحافظات المجاورة لها خاصة الأبقار الحلابة لإحكام السيطرة على المرض قبل طرح منتجاتها من اللحوم أو الألبان الى الأسواق اما الدكتور عصام رمضان- خبير الطب البيطرى والصحة العامة بمحافظة الجيزة- , فاكد ان المرض ينتقل للانسان وخاصة السل البقرى وقال: إن هناك حالات سل خارج الرئة فى الانسان تكون بسبب ميكروب السل البقرى كاشفا عن مصادرة 45 طنا لحوما فاسدة مصابة بالسل تم استيرادها فى عهد الرئيس السابق، وتم طرحها بالشوادر، حيث قامت اجهزة التفتيش بالطب البيطرى بإعدامها لخطورتها على حياة المستهلكين. بدورة قال الدكتور ابراهيم البندارى -مدير الطب الوقائى بهيئة الخدمات البيطرية سابقا- :«العترة البقرية هى أخطر أنواع السل لأنها تتشابه فى الأعراض مع ما يحدثه السل الآدمى لكونه من الأمراض المشتركة ويسمى احيانا بمرض الفقر الذى لا يصيب الأغنياء» , مسترجعا خطورة المرض فى مصر الى عام 1980عندما تم عزل ميكروب السل البقرى من 1.69% من عبوات الألبان الموجودة بأحد الأسواق كما عزل نفس الميكروب من 5.4 % من الأشخاص المصابين بالدرن الرئوى والمقيمين بجوار أحد المجازر لأن العدوى تنتقل بالاستنشاق لهواء ملوث بالميكروب,