الحمدُ لله الحمدُ لله.. مرّ الشهر الكريم على خير، بانقطاع الكهرباء، وبالإرهاب، والأسعار، والمسلسلات الساقطة، فعلا... شهر كريم، أن يحدث فيه كل ذلك، و... يمرّ !! فؤش في المعسكر لم نسمع عن محاكمة المغني محمد فؤاد عن إهانته لمشاعر الجمهور ببرنامجه التافه الذي رفع فيه علم إسرائيل ثلاثين ليلة، والأغرب من ذلك هو صمت وزارة الدفاع وعدم محاكمتها للمسئول عن التصريح بتصوير هذا التهريج، بل والمشاركة فيه بالدعم اللوجيستي !! ما فعله المطرب الفاشل جريمة، وما فعلته القوات المسلّحة فضيحة وسُبّة ( في الظروف الراهنة )، أما الصمت والتغاضي والتجاهل فعلامات استفهام ضخمة لن يُسكتها سوى السيد وزير الدفاع شخصيًّا، نحن في حالة حرب، و... حرب قذرة، حرب تستوجب اليقظة والالتزام والجديّة، وليس هذا التهريج وهذا الاستهبال والإسفاف، فإن كان المحاربون لا يعلمون فألف حسرة على إفراطنا في الثقة. صديق العمر لستُ معنيا بالحرب الدائرة حول مسلسل "صديق العمر" من النقاد أو من معسكر عبد الناصر ومعسكر عبد الحكيم عامر، لكن الخلاصة التي خرجت بها من حطام تلك المعارك التي تدخّل فيها كثيرون، هي أن مصر كانت لعبة، كانت مجرد كرة شراب يتراكلها جمال عبد الناصر ومجموعة الأصدقاء الذين انقلبوا إلى أعداء، وبدأت أشك إلى درجة تقترب من اليقين في أن ثورة يوليو ثورة ملعوب فيها، أي بالمفتشر هناك أيد خارجية حركت قطع الشطرنج، ولم تكن الثورة خالصة لوجه الله، أو نقية بالشكل الذي حقنونا به !! يُحمد للمسلسل أنه أسعدَ آل عامر، وأغاظ آل ناصر، ومن انتطاح المتغاظين والسعداء ستتناثر شظايا جديدة من جسد الحقائق المدفونة، ولعلنا نظفر بقراءة مذكرات المشير عبد الحكيم عامر التي بدأت تظهر بخط يده، لندرك أننا دفعنا ثمن مغامرات ومهاترات الذين لعبوا بأقدار الوطن، وصادروا مستقبله. نيللى كنّا عندما نشاهدها في فوازير رمضان في الثمانينيات والتسعينيات، نندهش، ويصرخ كثيرون منّا: كيف تؤدّي هذا في الشهر الكريم ؟ وفي رمضان المبارك هذا العام أعادت "القناة الثقافية" فوازير" عالم ورق ورق "( عبد السلام أمين، عمّار الشريعي، نيللي، جمال عبد الحميد )، وكنا مع كل حلقة نصرخ: ولا يوم من أيامك !! "عالم ورق ورق" في إعادتها هذا العام جعلتنا نشعر بالفرق بين الفن والهلس !! الكتابة حوارا وأغاني لعبد السلام أمين ليس فيها فوتة، براعة وعبقرية فوق الوصف، والألحان في المقدمة والنهاية لعمّار الشريعي في كلّ ثانية درس لمن يريد أن يتعلم، أما نيللي فهي ليست بحاجة إلى وصف، وآه وألف آهٍ لو لم يتورّط عبد السلام أمين وعمار الشريعي في مسح جوخ حسني مبارك وتدليك غروره وصلفه في كل ذكرى لحرب أكتوبر المجيدة، لكنهما باعا الفن من أجل الاقتراب من السلطة، وبلعا الطعم الذي ألقاه لهما أحد حواة صفوت الشريف وشريكه في ترسيخ فن الدعارة بكل أشكالها في مبنى ماسبيرو !! الله يرحم الجميع !!ويرحم الإبداع الراقي !! القناة الثقافية على ذكر "القناة الثقافية "، أقول إنها القناة النظيفة التي احترمت قدسية الشهر الكريم، وقدمت لنا أرقى الأعمال الدرامية التي عاشت، وأعادتنا إلى زمن الإبداع الراقي والفن الصادق، كما قدمت مئات الساعات من الثقافة الحية والتفاعلات المباشرة، وللأسف، يضيع المجهود الخرافي لأبناء الثقافية بسبب استبداد ثقافة الخلاعة والانفلات والتسطيح، هؤلاء الأوفياء الذين يعملون في ظروف قاسية ولا تطاق، ولكنهم يواصلون ويقدمون أرقى ما لديهم غير مبالين بزمن الهلس الذي جرف الجميع وألقاهم في الوحل. صوت العرب من القاهرة ما ذكرناه عن "القناة الثقافية " يستدعي ذكر إذاعة " صوت العرب "التي كانت الإذاعة شبه المرئية لبراعة مذيعيها واحترامهم لتاريخ إذاعتهم ولمستمعيهم ولصورة مصر ودورها، طافت "صوت العرب " كل البلاد العربية على مدى الشهر، وقدمت سهرات لا حصر لها، ولم تبخل على مستمعيها بالبرامج الخفيفة السريعة التي لا تتجاوز الدقائق الثلاث، وأحسنت "صوت العرب " هذا العام في تقديم سيرة الأديب يوسف القعيد بصوته وبمشاركات من نقاده وزملائه ومحبيه، وهذا "خط "جديد نتمنى أن يستمر وفي كل المجالات ومع كبار آخرين من كل الوطن العربي، ليرى الآخرون مصر العظيمة كم هي كبيرة بأولادها، وكم هي محبّة لكل أحبابها. ضربة جزاء الزمالك ليس بحاجة إلى لاعبين موهوبين، بقدر ما هو بحاجة إلى لاعبين "عندهم دم " كورنر أصعب وصف لهزيمة البرازيل الشنيعة أمام ألمانيا قرأته على الفيس بوك:" ألمانيا أخدت البرازيل ورا مصنع الكراسي "!! s.m.s إلى السيد رئيس الوزراء: ألم تسمع بأخبار الراقصة الرقيعة التي جعلت بدلة رقاعتها علم مصر ؟ في العضل ما أصعب أن تقضي نصف عمرك تصف إنسانا ما ب "الزعيم "، ثم تكتشف أن أصدق ما يليق به هو" الهلفوت" !!!