مر عامان على ثورة 25 يناير 2011 التى أسقطت جدار الخوف، ليصبح الاحتفال بها أكذوبة روج لها الداعون من تيارات الإسلام السياسى, وعلى رأسها حزب "الحرية والعدالة"، الجناح السياسى لجماعة الإخوان المسلمين، فالثورة لم تحقق أهدافها التى ارتفعت بها حناجر الملايين وميادينها لتسرقها وتخطفها جماعة الإخوان, ويخرج الشعب والقوى الوطنية من مولد الثورة بخفى حنين, هذا ما كشفته الدكتورة مارجريت عازر، النائب البرلمانى السابق عضو حزب "المصريين الأحرار"، فى حوارها ل "فيتو", موضحة أن المصريين لم يجنوا ثمارا حقيقية لثورة رفعت مطالبها (عيش - حرية - كرامة - عدالة اجتماعية)، لإسقاط النظام وهو ما حدث, لكن الإخوان من خلال حزبهم وحكومتهم أسقطوا هذه المطالب التى تمثل إجماعا للشعب فى ثورته النبيلة. مارجريت تضيف: وبعد أن قطف الإخوان ثمار الثورة ومعهم شركاؤهم من تيار الإسلام السياسى, ينطبق عليهم مقولة "الثورات يقوم بها الشجعان ويسرقها الجبناء", فعندما لاح للإخوان ترنح النظام السابق بقوة إلى غير رجعة, هبطوا على الثورة ب "البراشوت"، بعد تيقنهم أن ما كانوا يخططون له بالدم جاء سلماً, وتركوا كتلهم الإخوانية فى الميدان لتذهب قياداتهم لتوقع الصفقات مع نائب المخلوع عمر سليمان للإفراج عن نائب المرشد العام للجماعة المهندس خيرت الشاطر، مقابل انسحابهم من الميدان فى وقت تجاوزت فيه صفقاتهم حدود الوطن إلى الخارج مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وبعض الدول العربية, للاستحواذ على الحكم ليواصلوا مشوار الصفقات مع المجلس العسكرى على حساب جثث الشهداء التى ارتوت أرض مصر بدمائهم الزكية, فالإخوان سرقوا الثورة من أجل مصلحتهم, على حساب الوطن. وتضيف عازر: المصريون لم يلمسوا أملاً واحداً من أهداف الثورة, فكلمة (عيش)، لا يجدها الشعب الآن بسهولة, بعد انتشار الفقر والمرض والبطالة, وسقطت (العدالة الاجتماعية)، وتحول المستفيدون من قبل الثورة إلى قوى تيار الإسلام السياسى ب "نيو لوك"، جديد اختلف فى الشكل واتفق فى المضمون والجوهر, ولا عزاء لهذا الشعب سوى اكتمال ثورته السلمية لتتحقق الأهداف المنقوصة جميعاً منها حتى الآن.. وتنتقد دكتورة عازر اغتصاب فصيل سياسى واحد لجميع مقدرات السلطة والنفوذ وأخونة الدولة دون أدنى اهتمام بالشركاء الحقيقيين من القوى الثورية والوطنية والأحزاب التى لم تترك الميدان قبل الثورة حتى الآن, لينظر الإخوان إلى شركاء الوطن كأنهم أعداء, وليس أدل على ذلك أن اختيار المناصب العليا فى الدولة يرتبط بالانتماء الفكرى للجماعة, من أهل الثقة, وليس من أهل الكفاءة وما أكثرهم, لتتعثر مصر فى ظل هذا النظام بحكومته التى أطاحت بكل القوى المخلصة لهذا الوطن, فتراجعت الصحة والتعليم وتدنت الخدمات, دون كشف الحقائق والمصارحة أمام الرأى العام .