قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، إن هناك بعض المفكرين المحدثين ممن لديهم فكر منحرف وسقيم، مضيفا: "قد ابتلينا في زماننا هذا بمثل هؤلاء فيعيشون بيننا ويستعملون أدوات تضل الناس عن الفكر المستقيم". وأوضح جمعة في بيان له اليوم، أنه "من علامات هؤلاء المنحرفين، إنكار اللغة العربية، وإنكار الإجماع والسنة النبوية، والقدح في العلماء عبر القرون، كما أنه يهرف أحدهم بما لا يعرف، ويتكلم قبل أن يتعلم حيث لم يعد هناك فرق عندهم بين المعلومات وبين العلم". وأكد أن من "علامات هؤلاء المفكرين أيضا حب المخالفة لما عليه المسلمون، والعناد على ما توصلوا إليه بفكرهم السقيم وزين لهم الشيطان أنه الصواب وينتج كل ذلك من الكبر ومن البعد عن العلماء ومن التقوقع على الذات، والمولى عز وجل يقول، (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)". وأشار جمعه إلى أننا قد ابتلينا أيضا بمن يذهب إلى آيات انزلها الله سبحانه وتعالى في المشركين فيحملها على المسلمين، وكان سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما – يرى ذلك من علامات الخوارج أنهم يذهبوا إلى آيات انزلها الله سبحانه وتعالي في المشركين فيحملوها على المسلمين، فنرى بعضهم يستدل بقوله تعالى: "وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلاَ يَهْتَدُونَ"، وقوله تعالى: "قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ" وقوله: "بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ"، وقوله أيضا، "وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَ لَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوَهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ"، فينهي بذلك عن اتباع الآباء والأجداد. وأضاف: "نقول لكل هؤلاء بوضوح وبكل بساطة هل دعوات الإمام أبي حنيفة، والإمام الشافعي، والإمام مالك، والإمام البخاري والإمام عبد القادر الجيلاني الأتقياء الأنقياء، رضى الله تعالي عنهم وأرضاهم، من أتباع الشياطين؟". موجها رسالة لهم قائلا: "اتقوا الله وعودوا إلى رشدكم".