كان لي صديق فيلسوف.. بأحوال الحكماء شغوف.. دائمًا ألجأ إليه في كل الأحوال والظروف.. وكان لي معه لقاء يومي.. لأسمع منه بقلب لوذعي.. لا أشعر معه بعطش ولا جوع.. فله رد على كل موضوع.. قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما يتم إيقاف عميد شرطة في قضية محاولة هروب حبارة ؟!. قال: ساعتها يابنيتى يجب أن نتوقع أننا أمام جزء من قضية يمكن أن تحمل شعار «حاميها حراميها». قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تؤكد واشنطن أن القوات العراقية لا يمكنها وحدها مواجهة قوات داعش؟! قال: ساعتها يا فتاتى يجب أن نعى أن الأمريكان سيأتون مرة أخرى إلى بغداد. قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يقرر وزير الإسكان إغلاق 6 مصانع بالعاشر من رمضان بسبب التلوث البيئي؟! قال: ساعتها يا صغيرتى يجب أن ندرك أن الوزير قد شرد أكثر من ألفي مواطن.. وأهلا بهم في مظاهرات الإرهابية. ضاحكة قلت: لكن قل لي يا فيلسوف: ماذا لو............؟. وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي.. أنت أسئلتك تطول.. وأنا الليلة مشغول.. فأرجوك أن تدعيني اليوم.. وغدًا لنا في الأمور أمور.