مبادرات كثيرة ووثائق تتبناها المؤسسة الأزهرية بمصر، لمحاولة الخروج من الأزمة الراهنة التى تمر بها البلاد من انقسام فى الشارع المصرى على المستويين السياسى والدينى، ولكن دون جدوى، وكانت دعوة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لممثلى القوى الوطنية والاسلامية سواء كانوا من التيار المدنى أو ممثلى الإسلام السياسى فى اجتماع حضره قرابة ال 28 من قادة الأحزاب والائتلافات لتوقيع وثيقة نبذ العنف، وبالفعل وافقت عليها القوى السياسية بالاجماع وأبدت رغبتها الشديدة فى تفعيل تلك المبادرة، إلا أن شهد يوم الذكرى الثانية لثورة 25 يناير اشتبكات دامية بمحيط قصر الاتحادية، وما نتج عنها من سحل وتعرية أحد المواطنين المدعو "حمادة صابر" مما جعل الجميع يؤكد فشل تلك المبادرة وعدم التزام القوى السياسية بما صدر عنها. وجاءت المبادرة التالية، بين الأزهر ووفد شيوخ القبائل المصرية، والتى بحث فيها الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، مع شيوخ القبائل المصرية المنبثق من المجلس الأعلى للقبائل العربية ، مبادرة "لم الشمل" للتوافق حول مسودتها النهائية، والتنسيق مع رئاسة الجمهورية، ورموز المعارضة، والقوى الوطنية؛ لبحث الخروج من هذه الأزمة الراهنة، معربا عن استعداد الأزهر التام لدعم كل المبادرات التى تحقق المصالحة الوطنية ، وتضع لبنة فى بناء الأمة، وتعمل على لم الشمل، ووحدة الصف ونبذ العنف. ومن جانبه، أوضح "الوفد"، أن الوطن فى حاجة ماسة إلى الحوار بشفافية بين جميع الأطراف فى هذه المرحلة الفارقة التى يمر بها، مؤكدين ثقتهم الكاملة فى جهود المؤسسة الازهرية العريقة. فيما اكد الدكتور محمد مهنا، مستشار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الازهر الشريف، أن لقاء شيخ الأزهر وفداً من شيوخ القبائل المصرية جاء لتبنى الازهر دوره الريادى فى نبذ العنف، واستطلاع الا=آراء وتذليل العقبات أمام تقريب وجهات النظر، مشيرا إلى أن الطيب أكد خلال اللقاء على استعداد الأزهر لتبنى وقبول أى مبادرة مهما كان الداعم لها المهم أنها تسعى لتوحيد وجهات النظر. وأضاف مهنا، أن هذا اللقاء جاء تمهيدا لفتح باب الحوار وذلك بحضور عدد من أعضاء مجلس الشورى وشيوخ القابائل فى جلسة لم تستمر سوى النصف ساعة. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد الطيب خلال لقائه الجبهة الوطنية للدفاع عن الأزهر، والتى تبنت المبادرة أيضا للم الشمل ونبذ العنف ثقته الكاملة واستعداده لجميع المبادرات التى تحقق الصالح العام للوطن. كما أكد مؤسسو الجبهة الوطنية لدعم الأزهر، أن نجاح المبادرات التى يطلقها أو يتبناها الأزهر لن تأتى إلا بتفعيل الدور الوسطى للأزهر الشريف، مطالبين بأن تكون الجبهة ضمن جمعية أهلية للدفاع عن الأزهر لتكسب مصداقية أكثر، مناشدين شيخ الأزهر إصدار رسالة إلى الأمة ولو شهرية يعبر فيها عن رأيه فيما يدور فى الواقع المصرى من أحداث.