- كان من أبرز الفدائيين ضد الإنجليز فدائيته لمصر الحبيبة ،وحكاية نضاله من أجلها، ومقاومته للمستعمر البريطانى، ووضعه روحه على كف يده لأجل الوطن فى يناير 1952 ، كلها أمور جعلت منه حديث حارات وشوارع وميادين الإسماعيلية كلها حيث يعرفه كل من يعيش على أرض المحافظة ويعد بيته مزارا لكل من ارتادها زائراً.. شاهدناه ممسكا بميكر وفونه الشهير أمام مبنى محافظة الإسماعيلية يؤكد بأعلى صوت وبقوة وإصرار على مكتسبات ثورة يناير ، وضرورة استكمال الثورة وتكريم الشهداء، وكأن كبر سنه وعجزه حولاه إلى مصدر قوة.. بدأ «شيزام» وهو اللقب الذى أطلقه عليه الانجليز عام 52 لشراسته فى مقاومتهم ، كما لو كان هو المتحكم فى آلة الزمن، فبذات القوة وبنفس العزيمة دافع عن ثورة يناير، وحقوق شهدائها، ليعيد فى أذهان محافظته بريق اللقب الآخر الذى لقبه به أهالى الإسماعيلية وهو«كوماندوز». «فيتو» التقت بالبطل فحكى لها أسرارا لا يعرفها كثيرون عن الوطن.. بدأ حكايته وايماءات وجهه كومضات النور تكشف عن ملامح الفخر بقوله: بدأت عملى البطولى عندما علمت من زملائى أن هناك سيارة كبيرة عبرت لأرض الإسماعيلية محملة بأسلحة وذخيرة هائلة لاستخدامها ضد الشعب والتمكين من السيطرة على المحافظة وأهلها. صمت برهة وكأنما المشهد بكل تفاصيله نجمة زاهية فى عينيه ثم قال: أخذتنى النخوة ودفعتنى الشهامة المصحوبة بحب الوطن وتتبعت خط سير السيارة وزرعت مع زملاء لى الألغام فى طريق الكامب المتجهة إليه السيارة ووضعت قطيعا من الأغنام فى الطريق وتسلقت شجرة عالية رميت من فوقها عبوة ضخمة فهرولت الأغنام وأعاقت السيارة وتوقف السائق ونزل من سيارته فانقضضت عليه من فوق الشجرة وتمكنت من قتله أنا وزملائى وحولنا الذخيرة كاملة إلى معسكرات الجيش المصري. شيزام كلمة انجليزية مفادها الرجل الطائر هكذا قال البطل الإسماعيلاوى كاشفا لنا النقاب عن حكاية عمل بطولي هز أركان بريطانيا عام 52 وهو حادث تفجير عربة البرتقال، وهى عربة برتقال زرعوها بالألغام لخداع الانجليز وأخذ بائعها يهتف بسعر زهيد فالتف حوله عدد من جنود وضباط الاحتلال الانجليزى للشراء وفى ساعة محددة أخذ شيزام البائع بعيدا وانفجرت العربة. محمد خليفة هو الاسم المصرى العربى لهذا البطل الذى أوضح أنهم نفذوا هذه العملية لتفجير كوبري مالا الرابط بين شرق الإسماعيلية وغربها. أجمل لحظة يفتخر بها شيزام هى تكريم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر له حيث يقول: ناصر جاء إلى الإسماعيلية حاملا لى بشرى جميلة وهي وظيفة فى قناة السويس مؤكداً أن الرئيس الراحل أنور السادات كرمه أيضا بإعطائه نوط الجمهورية.. محمد خليفة الكوماندوز بادل مشاعر السادات تجاهه بمشاعر أجمل حيث أعطى السادات «قلم دهب» كان قد أعطاه له أحد ملوك السعودية.. خليفة قال عن ثورة يناير: شباب مصر على مر العصور شهم وعاشق للوطن وبرغم كبر سنى وعجزى إلا أننى أؤدى دوري من خلال ميكروفوني لشد عزم الشباب لاستكمال مطالب الثورة. مبارك يمثل لخليفة «شيزام» ذكرى مريرة فهو على حد قوله: الرئيس السابق الوحيد الذى اغفل تكريم الفدائيين ودورهم العظيم فى عبور قناة السويس بأسلحة وذخيرة وزرع جبل المر بسيناء بالالغام لتشتعل النيران آكلة أجسام جنود العدو الإسرائيلي.