سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فى الذكرى السنوية ال64 لاستشهاد البنا.. بديع: دماؤه شعار حب الأوطان.. المرشد العام: الإخوان يعملون على إقامة العدالة الاجتماعية.. المصالح الشخصية وراء انقسام أمتنا
أصدر الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، اليوم الخميس، رسالته الأسبوعية، تحت عنوان "فى ذكرى الإمام الشَّهِيد حَسَن البَنَّا..غَرْسُ حُبِّ الأَوْطَان". وقال بديع فى رسالته: "دماء الإمام الشَّهِيد تُذكِّرنا بالحُبِّ الصادق للأوطان، ففى مثل هذه الأيام من كل عام تُذكِّرنا دماء الإمام الشَّهِيد حَسَن البَنَّا، ببذل روحه فى سبيل رفعة الوطن، وحُبِّه الصادق، والعمل على نهضته الدائمة، رغم أن الذى قتلته أيْدٍ مصرية آثمة تتبرَّأ مصر منها، وساعدها إرهاب مؤسسات فاسدة". وأضاف: "من أجل هذا تبقى هذه الأسس التى أحياها الإمام فى الأمة: من مطاردة اليأس والإحباط، وغرس الأمل والتفاؤل، خاصة وهى تواجه المحن والشدائد؛ لتحقيق آمال الشعوب ونهضتها، خاصة وهى تواجه الكثير من الصعاب والفتن، ومن السعى إلى التَّقدُّم المنشود، وإقامة العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، رغم كيد الخصوم، ومكر المتربِّصين ببلداننا". وتابع بديع، قائلا: "لقد أجمع المنصفون على أن الإمام البَنَّا خاض فى البداية أكبر التحديات لتصحيح المفاهيم الخاطئة عن العلاقة بين الدين والسياسة التى غرسها الجهل والهوى؛ وذلك بالتصحيح والتصويب والتمسُّك بالقرآن والسنة، يقول تعالى: (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ)، فجمَّع الأمة على النبع الصافى، رغم أنماط النفوس المختلفة، ووحَّد الصف رغم تباين المشاعر والإدراكات والأعمار والأوساط، وهو الأمر الذى يعمل الإخوان المسلمون دائمًا على تحقيقه فى أبناء الأمة، من تجميع الشمل المُتفرِّق، وتوضيح الهدف الغائم، والمتمثل فى بذل كل طاقاتهم ووسائلهم لتقديم الخير لأوطانهم، والدفع نحو العمل والإنتاج". وأكد بديع أن معنى الوحدة الوطنية والتى زرعها الإمام البنا أن جميع عناصر الأمة إنما هم نسيج واحد متساوون فى الحقوق والواجبات، فالتعاون والتكافل وبناء الوطن ونهضته مسئوليتهم جميعًا، وواجب عليهم جميعًا بأمر الله عز وجل (وتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى ولا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ والْعُدْوَانِ...). وأشار بديع إلى أن الإمام البنا حذرنا من تقسيم الأمة إلى طوائف تتناحر وتتضاغن وتتراشق بالسّباب وتترامى بالتُّهم، ويكيد بعضها لبعض، وتتشيَّع لمناهج وضعية أملتها الأهواء وشكَّلتها الغايات والأغراض، وفسَّرتها الأفهام وفق المصالح الشخصية، والعدوُّ يستغل كل ذلك لمصلحته. وختم بديع رسالته قائلا "إن تطهير النفوس وتجديد الأرواح، هى وسائل الإخوان المستمرَّة، وإن نهضة الأوطان وبناءها تحتاج إلى الإرادة القوية من الجميع، وإن الأمل الواسع والثقة بالنجاح هما السبيل لكل تقدُّم، يقول تعالى: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران: 139)، وإن المعارضة الوطنية هى البنَّاءة التى ترفع من شأن الأوطان، دون اتهام، أو البحث عن النِيَّات، أو التصنيف، بل بأريحية وسعة صدر، والله أكبر ولله الحمد.