المقابر في ولاية بافاريا ليست مقفرة ولا موحشة، بل هي حدائق غناء تمتد على مساحات واسعة من الخضرة، وتزينها أحواض الزهور والتماثيل، كما تحيط بها الأشجار العتيقة مما يجعلها واحة وادعة يرقد فيه الأموات ويتنزه فيه الأحياء. وليس ضروريا أن يكون زائر قبور ميونيخ قريب أو صديق لأحد الموتي،إنهم يقصدونها للتريض وللتخفيف من ضغوط الحياة، فالاستمتاع بجمال المكان المسكون بالصمت، وتأمل عالم الموتى يبعث في النفس السكينة والهدوء والرغبة في الزهد وعدم التكالب على الحياة، إذ أن المقابر في النهاية هي مرقد ونهاية كل إنسان حي. مقابر كبيرة وأخرى تاريخية داخل مقبرة "فيست فيريد هوف" الكبيرة في ميونيخ تتنوع شواهد القبور بين قديم وحديث، وهي تحمل تواريخ وأسماء من عاشوا على مر عصور تاريخ تلك المدينة العريقة، كثير من الشموع مضاءة فوق المقابر، وكثير من كبار السن يتجولون في طرقات المقابر أو يجلسون على الأرائك المنتشرة في كل مكان، إنها مثل حديقة كبيرة لا أثر فيها لمشاعر خوف أو رهبة من عالم الأموات. أما مقبرة مدينة فوسين القديمة في جنوب ولاية بافاريا فهي واحدة من أقدم المقابر في الولاية، وما زالت تحتفظ بكل تفاصيلها منذ انشائها في سنة 1528م، وتقولالمرشدة السياحية للمدينة أورسولا بروغر كانت المقبرة في بدايتها صغيرة،لكنها توسعت بعد ذلك في سنة 1725 م وهي الآن تعتبر أحد معالم مدينة فوسين البافارية الجميلة، فهي تقع في قلب المدينة تقريبا، والدفن متوقف فيها منذ مدة طويلة وهي مفتوحة للسياح الذين يزورون المدينة. وأثناء السير في المقبرة تشير بروغر إلى بعض شواهد القبور وتقول: هؤلاء الراقدون في الثري كانوا من المشاهير الذين عملوا مع الملك لودفيج الثاني ملك بافاريا الأسطوري. المسلمون يدفنون موتاهم وفقا للشريعة أكبر مقبرة للمسلمين في ميونيخ هي الموجودة في أحد أركان مدفن "فيست فريد هوف" الكبير ويقول الدكتور طارق الساسي رئيس الجالية المصرية السابق في بافاريا: إن أحد أهم واجباتنا الإنسانية كجالية مسلمة هنا في ميونيخ هي دفن موتانا بكرامة ووفقا للديانة الإسلامية، لذلك تعمل الجالية العربية بالتعاون مع المركز الإسلامي هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل