خرج الدكتور الجنزورى ليعلن أن من يراهم فى ميدان التحرير ليسوا ثوار يناير، والسؤال للسيد الجنزورى: ومن أين تعرف سيادتكم الثوار؟! وأنت لم تنزل مرة واحدة على مدى 18 يوما للثورة، ولم تشارك فى أى جمعة مليونية ولم تقترب يوما من أى معتصم فى أى اعتصام، فأى جرأة غريبة وتجرؤ أغرب تدعى أن هؤلاء ليسوا ثوارا على اعتبار أن سيادتكم معك كشف بأسماء الثوار؟ خصوصا أنك كنت تشاهد الثورة -مثل كثيرين- فى التليفزيون، والغريب أن هذا القول جاء من الشخص الوحيد الذى لا يستطيع الحكم على من بالميدان، فالرجل لم يكن له موقف قط من الثورة فى بدايتها ولم يذهب إلى ميدان التحرير مطلقا فى ذروة أحداث الثورة أو حتى بعد تنحى مبارك ليكون السؤال: كيف يعرف الجنزورى الثوار وهو لم يلتقهم قط؟ فالرجل بعيد ومعزول، ليس فقط عن ميدان التحرير وثورته وثواره، بل عن الحياة السياسية برمتها التى نشطت وبقوة منذ أكثر من سبع سنوات انطلق خلالها عديد من المبادرات والحركات بغية إنقاذ مصر من التوريث، حدث خلالها ما حدث، من اعتقالات وانتهاكات وسحل وتزوير فى سبيل التوريث، وقتها لم يكن الجنزورى مبتعدا، بل كان هاربا من تلك الأحداث خوفا من أن يتورط اسمه فى أى شىء قد يزعج النظام فلم يصرح ولم يعلق ولم يبد رأيه فى شىء. حتى صوره لم تظهر على الإطلاق فى أى نشاط من الأنشطة التى نظمتها المعارضة خلال السنوات الأخيرة حتى ولو نشاطا خيريا أو اجتماعيا، فقط ظهرت صوره فى المؤتمرات السنوية للحزب الوطنى المنحل، وبعض الاحتفالات التى نظمها النظام للنظام. كما لا يخفى على أحد أيضا، كل المحاولات التى بُذلت فى ذلك الوقت من جانب عديد من الشخصيات العامة والنشطاء الشباب لمقابلة الدكتور الجنزورى للتباحث معه حول الأوضاع فى مصر، والتوصل إلى مبادرة أو مشروع يحيى الأمل من جديد، لكنها للأسف باءت بالفشل وكانت الإجابة النموذجية المتكررة فى كل المحاولات: الجنزورى لن يشارك، ولن يقابل أحد». وبالمناسبة الشباب الذى فشل فى لقاء الجنزورى فى 2009، هو نفس الشباب الذى قاد المظاهرات يوم 25 يناير وأشعل الثورة المصرية. إذن من أين يعرف الجنزورى شباب الثورة؟ فهو يشعر بغربة شديدة بين المعارضين، عوّضها دفء علاقته القديمة برئيس المجلس العسكرى، اللذين جمعتهما وزارة واحدة فى عهد مبارك.