لم يعد الحديث عن السلفية سهلا، فهم منتشرون فى كل مكان، فى النجوع والكفور والمدن أيضا موكب حزب «النور» السلفى حط هذه المرة فى «المنوفية» وتحدث فى مؤتمرها الأول هناك، الداعية السلفى ياسر برهامى، الذى لم يبدأ فقط بحمد الله، والثناء عليه، بل واصل أيضا هجومه المعتاد على الليبراليين والعلمانيين. برهامى، قال فى المؤتمر، الذى أقيم أول من أمس، إن «العدل ليس معناه المساواة، كما يدعى بعض العلمانيين، فالله، عز وجل، خلقنا متفاوتين، والاحتكام إلى الشريعة هو الخلاف بيننا وبين الليبراليين. فهم يرون أن الشريعة بئس ما وعظنا الله به، ونحن نقول إنها نعم ما وعظنا الله به، فتطور الأمر لدرجة أنهم أصبحوا يرون الزنى حرية شخصية، هناك ثوابت لا يمكن أن تتغير والخلاف بيننا فى قدر الثوابت والمتغيرات فى الحياة» بحسب كلامه. خطاب أهدأ، حاول برهامى الوصول إليه، إذ قال إن مصر «تمر بمرحلة خطرة، ولا بد أن نستوعب خطورتها، ونعلم أننا بحاجة لفهم شامل دقيق لهذا الدين، حتى نغير فى الناس من دون أن نخالف شرع الله» وأضاف أن القضية عند السلفيين «ليست الوصول للحكم، إنما يريدون أن يصل إليه مؤهل شرعى، ليسوس أمر دنياهم بدينهم. فنظام السياسة إنما مبناه على أمانة حكيمة». الداعية السلفى رسم «شكلا» لذلك الحكم الإسلامى، الذى يرى أنه «لا بد أن نلتزم فيه بضوابط العمل السياسى فى الإسلام، ونضرب مثلا للناس بأن هناك سياسة شرعية، فالولايات أمانات»، ولا بد أن يكون تولى الولايات لمن تناسبه والشرط واضح وهو «القوى الأمين». ويعود برهامى إلى خطابه «الصدامى»، ويقول إن الكفاءة والأمانة «مبناها على الديانة، إذ لا يجب أن يتولى الولايات غير مسلم، لأنه لا يمكن أن يتحمل مسؤولية إقامة الدين من لا يؤمن به. أما الكفار، فلهم أدوار يمكن أن يعملوا فيما يحسنونه من أمور الدنيا، لأن توسيد الأمر لغير أهله فيه ضياع للبلاد». فى المؤتمر السلفى، حاول أمين عام حزب «العمل» فى المنوفية على الجندى، أن يقاطع برهامى، معترضا على كلامه، إلا أن الحضور منعوه. وقال إن ما يقوله برهامى «هو من أشد الحروب ضد الإسلام، لأن هذا الكلام فهم خاطئ، ومتخلف للدين».