صحيح أخطأت الداخلية عندما قررت تأجيل مباراة الأهلى والإسماعيلى فى الأسبوع السابع، لكن الخطأ الأكبر أن يعالج اتحاد الكرة الخطأ بخطيئة وجريمة لإرضاء طرف على حساب اللوائح ومبدأ تكافؤ الفرص، فلائحة لجنة المسابقات الخاصة بعقوبة الشماريخ واضحة وصريحة وتنص على إقامة المباراة التالية لواقعة المخالفة دون جمهور، وحيث إن المخالفة وقعت من جماهير الأهلى فى مباراة إنبى بالأسبوع السادس فإن المباراة المطبق عليها العقوبة هى مباراة الإسماعيلى وفقا لجدول المسابقة، وحيث إن المباراة تم تأجيلها لظروف خارجة عن إرادة الفريقين واتحاد الكرة، ومن ثم لا يلزم إقامتها فى أى وقت آخر بنفس ظروفها ولكن تلعب فى الوقت الذى تحدده لجنة المسابقات، وفقا للقواعد التى تحكم المباريات المؤجلة، ووفقا لجدول المسابقة وإعمالا للائحة تكون المباراة التى ينطبق عليها تنفيذ الأهلى للعقوبة هى مباراة الأهلى ووادى دجلة فى الأسبوع العاشر من المسابقة، إلى هنا فالكلام جميل وواضح وصريح وكل طرف حصل على حقه، الاتحاد نفذ لوائحه والأهلى التزم ويلعب المباراة التالية مع وادى دجلة دون جمهور، بينما خسر الإسماعيلى فرصة لعب مباراته المهمة مع الأهلى دون جمهور بسبب ظرف خارجى ليس للأهلى أو الاتحاد ذنب فيه، فقرار الأمن ملزم وواجب النفاذ من ثم فإن دم الإسماعيلى فى رقبة الداخلية التى أظن أنها لم تتعمد إيذاء الدراويش أو حرمانه من الفرصة، ولا أعتقد أن وزير الداخلية الذى استلم مهمته فى هذا الظرف الحرج ممكن أن يجامل الأهلى فى هذا القرار حتى ولو كان من مشجعى الألتراس، ولكنه تقدير الوزير الخاطئ من وجهة نظرى هو الذى وضعنا فى هذا المأزق. إلا أن ما حدث جاء عكس ما هو مفروض أن يحدث، وامتثل اتحاد الكرة لتهديدات الإسماعيلى بالانسحاب وقرر أن يعدل فى جدول المسابقة، ويغتال مبدأ تكافؤ الفرص ويسحب الحق من وادى دجلة ويعطيه دون وجه حق للإسماعيلى، حيث اخترع الأستاذ عامر حسين ترزى تفصيل الجداول ورئيس لجنة المسابقات ترقيعة، وقرر تأجيل مباراتى الأهلى والإسماعيلى فى الأسبوع العاشر أمام وادى دجلة وغزل المحلة على أن يقام فيه لقاء الأهلى والإسماعيلى المؤجل من الأسبوع السابع وبهذا تكون هى أول مباراة للأهلى على أرضه تنطبق عليها العقوبة. والكلام بهذا الشكل والقرار بهذه الطريقة المصطبية «نسبة إلى المصطبة» فيه إخلال بالنظام واغتصاب الفرصة من وادى دجلة، وإعطاؤها بالعافية للإسماعيلى وفيه أيضا إضرار بجدول المسابقة، فبعد هذه الحركة «النص كم» كيف لنا أن نصدق ما يقوله ويدعيه الأستاذ عامر «تفصيل» عن ضيق الوقت وارتباك الجدول وعدم وجود مساحات زمنية للمباريات المؤجلة وهو نفسه الذى يزيد من عدد اللقاءات، وفيها أيضا استهتار وتهاون ولا مبالاة بالأندية الأخرى، حيث تعامل اتحاد الكرة مع وادى دجلة وغزل المحلة كأنهما قطعة ديكور أو عرائس حلاوة يستكمل بها شكل المسابقة، فتم تأجيل مباراتيهما مع الأهلى والإسماعيلى دون الرجوع إليهما. وفى هذه القضية أزعجنى جدا موقف إدارة الأهلى السلبى وسمعت كلاما من كابتن سيد عبد الحفيظ عن أن الأهلى سيتجاوز عن الأضرار التى لحقت به من تأجيل مباريات الأسبوع العاشر، وإخلال الاتحاد بمبدأ تكافؤ الفرص تقديرا منه للظروف التى تمر بها البلاد وتعاونا منه كى تمر الأزمة على خير، ولا أجد تعليقا على الكلام سوى الشكر لإدارة الأهلى على تعاونها ضد اللوائح والنظام، وأتمنى التعاون أكثر وترك الدورى للزمالك لأن ظروفهم أصعب بكتير من ظروف البلد. إلا أننى سمعت -وهو سمع أقرب إلى الحقيقة- أن خنوع الأهلى أمام لجنة المسابقات فى مباراة الإسماعيلى، ثمنه موافقة الحاج عامر على طلب الأهلى بالسفر إلى قطر للعب مباراته الودية أمام بايرن ميونيخ، وهى مباراة سيتقاضى فيها الأهلى مبلغا ضخما، وهذا إن حدث مصيبة أخرى نتحدث عنها فى حينها!