فى هذه المدينة المستقبلية الفقيرة يبدو كل شىء من وحى الواقع المألوف لمدن الفقراء، منازل متهالكة وشوارع تفتقر إلى الجمال، والكل يعمل بدأب ونشاط، العمل اليوم بيومه للحصول على أجر لا يكاد يكفى حاجة الفرد اليومية، قد تدفع ساعة من عمرك مقابل فنجان قهوة، إذا دققت قليلا فى الأشخاص ستجد أعمارهم كلهم صغيرة للغاية، وستجدهم يتحركون بسرعة، لأنهم يعرفون قيمة الثوانى والدقائق، قانون الحياة هناك أن الفرد يولد وقد علم عمره مسبقا، على ذراعه ساعة رقمية مضيئة تبدأ العد العكسى من سن 25 عاما، ولكن إذا أردت كسب مزيد من الوقت بعد نهاية العمر عليك بالعمل، فالعملة الوحيدة فى هذا العالم هى الوقت، وأصحاب العمل يطلبون مزيدا من الجهد والعرق كل يوم، ويمنحون أجرا وزمنا أقل. يقدم لنا فيلم «In Time» مزيجا من دراما الخيال العلمى والأكشن، فحينما يصبح الزمن هو العملة يظهر تجار الدقائق ولصوص الأسابيع ومليارديرات القرون. بطل الفيلم «ويل سالاس» (جاستن تمبرلاك) يعيش حياته يوما بيوم ويمتلك بالصدفة قرنا من الوقت، منحه له رجل ثرى، قرر الانتحار بعد أن عاش قرونا واكتشف أن المرء لا يجب أن يعارض فطرته الفانية. الفيلم يحمل فكرة وقصة براقة وأصلية ومعالجة سينمائية متوسطة، وإن كانت لا تخلو من التسلية، وقد قلل من وهج وعمق الفكرة إقحام قصة حب البطل والمطاردات البوليسية فى النصف الثانى للفيلم، يؤمن البطل الشاب بحق الناس فى مزيد من الوقت، ويثور على النظام الذى يحميه رجل شرطة لا يرى قيمة للعدل، وإنما يتمسك بمهمته المقدسة وهى حماية النظام كما وضعه الكبار، يقع البطل فى أزمة مع النظام، حينما يصل إلى مدينة الأثرياء ويرى الفرق الشاسع بين حياة أهل مدينته التى يعتبر من امتلك منهم عاما ثريا، وبين أشخاص يلعبون على موائد القمار بالقرون، يقرر فى لحظة هو وابنة صاحب بنك المتمردة، الثورة على النظام ومنح البشر مزيدا من الوقت. يعد الفيلم واحد من سلسلة أعمال الكاتب والمخرج «أندرو نيكول» التى تتناول علاقة الإنسان بالتكنولوجيا مثل فيلم «The Truman Show»، و«Gattaca»، و«S1mone».