فى ذكرى ثورة يوليو، خرج المشير، ليحيى ثورة يناير، وشهداءها. رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، المشير محمد حسين طنطاوى، بعد أحداث ملتهبة وعاصفة، شهدتها الأيام القليلة الماضية، وجه خطابا إلى الشعب، يستلهم «روح أكتوبر»، غير أنه لم يلق استحسان الخبراء. الخبراء، الذين استطلعت «التحرير» آراءهم فى الخطاب، أمس، أبدوا تحفظهم عليه. النائب السابق لرئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، الدكتور أحمد كمال أبو المجد، قال إنه كان يتعين على المشير أن يحدد «موعدا قاطعا، لإنهاء وجود المجلس العسكرى فى حكم البلاد». طنطاوى وصف الشباب، الذين صنعوا ثورة 25 يناير، ب«النبت الصالح»، موجها «تحية إجلال وإكبار لشهداء يناير، ولكل شهداء مصر، من أجل عزتها وكرامتها»، مشددا على المضى فى «اتجاه بناء مصر دولة قوية وديمقراطية». لكن أبو المجد، رغم ذلك، يعترض على ذكر مصطلح «الدولة المدنية» فى خطاب المشير، ويقول «لم نعد نعرف ماذا يعنى مصطلح مدنية الدولة، فى ظل الجدل الدائر حاليا». «شهدت مصر، خلال الفترة الماضية، أحداثا كبيرة، شكلت مرحلة فاصلة، تحتاج لجهد المصريين، لتزيد من قدرتنا على مواجهة التحديات». هكذا تحدث رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وأضاف «ماضون فى ترسيخ الدولة الديمقراطية، التى تعزز الحريات وحقوق المواطنين». الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، نبيل عبد الفتاح، وصف لغة الخطاب ب«القديمة والمثقوبة، التى لم تعد تثير اهتمام أحد»، مضيفا أنها «لغة خشبية، أقرب إلى لغة الموتى». الخطاب، فى ظن مدير مركز «القاهرة لدراسات حقوق الإنسان» بهى الدين حسن، تجاهل المحاكمات العسكرية، والكثير من القضايا التى تشغل بال الشارع المصرى. مضيفا أن الخطاب جاء «روتينيا للغاية، ولم يكن على مستوى الأحداث التى تمر بها البلاد». لافتا إلى أن مصطلح مدنية الدولة «لم يعد مرغوبا فيه الآن، لأن المعنى الحقيقى له، تاه وسط الأحداث التى تمر بها البلاد». لكن وكيل مؤسسى حزب «التحالف الشعبى الاشتراكى» عبد الغفار شكر، يطالب المجلس العسكرى بألا يكتفى فقط بتحديد المهام «لكن عليه أن يضع آلية واضحة للعمل على تحقيق المهام التى حددها، وذلك مع القوى الثورية والسياسية». أما مؤسس حزب «الاشتراكى المصرى»، أحمد بهاء الدين شعبان، فرأى شيئا إيجابيا فى تأكيد المشير على مدنية الدولة «إعادة التأكيد على مدنية الدولة، من قبل القائد الأعلى للقوات المسلحة أمر إيجابى، ويعكس التمسك بشعارات الجماهير المصرية، فى ثورتنا العظيمة