من شب على شىء شاب عليه، قبل أن تقرر المحكمة عودة ممدوح عباس ولمجرد انفراج الأزمة وتنازل مرتضى منصور عن قضاياه بتزوير الانتخابات بدأ عباس فى العبث بفريق الكرة وفرض وصايته وآرائه وتدخلاته بما يؤكد أنه لم يستفد من سنوات الغياب ومن الأزمات التى ورّط فيها نادى الزمالك طوال فترات حكمه معيَّنا ومنتخَبا، وهى بالمناسبة فترة طويلة تجاوزت الأعوام الثلاثة لم يحرز فيها الزمالك سوى بطولة الكأس التى كلفت خزينة الزمالك ما يقرب من 50 مليون جنيه هى إجمالى المديونية التى أورثها عباس للزمالك بعد رحيله بحكم محكمة القضاء الإدارى. ولمجرد أن لاحت فى الأفق بوادر عودته قرر ممدوح عباس أن يمارس مهامه الكروية ويعود ليجلس على مقعد المدير الفنى، وكان أول أوامره عودة عمرو زكى للتدريبات، وهو ما أفزع الكابتن حسن شحاتة عندما فؤجى بإخصائى العلاج الطبيعى يبلغه بالقرار، فرفض رفضا قاطعا معتبرا ذلك تعديا سافرا على اختصاصات الجهاز الفنى وتدخلا من شخص غير ذى صفة. وبدأت قصة عباس وعمرو زكى عندما نصحه المقربون، وأقصد بالتحديد عمرو الجناينى، أن ياخذ من أزمة اللاعب وسيلة لإعادته إلى دائرة الأضواء، وليس أفضل من حل هذه الأزمة كعربون محبة للجماهير وكارت شحن للصحافة والإعلام، وبكل جليطة جلس مع اللاعب يبحث المشكلة وانتهى بوعد بإعطائه كل مستحقاته المالية بمجرد صدور قرار المحكمة بإعادته لرئاسة النادى، واستمرارا فى التبجح والجليطة وتجاوز حدود دوره أعطى أوامره بعودة عمرو للتدريب دون استئذان المسؤولين عن التكية الزمالكاوية، وهو بهذا الفعل الأحمق ارتكب مئات الأخطاء فى نفَس واحد: الأول أنه لم يحترم مجلس الإدارة القائم بتسيير شؤون النادى منذ عام وهو المجلس القانونى المعين من قِبل الجهة الإدارية، وتعامل معهم باعتبارهم طرابيش تجلس على المقاعد، والثانى سلب اختصاصات الجهاز الفنى والتدخل السافر فى شؤونه وعقد اتفاق مع اللاعب دون حضور شحاتة، ثم إعطاء أوامر لأحد أفراد الجهاز الطبى دون الرجوع إلى أصحاب الشأن، وبالمناسبة هذه هى طبيعة ممدوح عباس، وظنى أن أغلب المدربين الذين عملوا معه كانوا يوافقون على تدخلاته والسبب هداياه وعطاياه والنفحات التى يخرجها للحبايب، أما المشكلة الكبرى التى فجّرها رئيس الزمالك بتصرفه الأحمق فهى إثارة الفتنة بين اللاعبين، فعمرو زكى أخطأ فى حق النادى وأهانه أمام الرأى العام وشهّر به فى الفضائيات وكسر شوكة جماهيره الوفية والمخلصة أمام المنافسين، وبدلا من تعنيفه ولومه استقبله عباس وطبطب على كتفه وقبّل رأسه ورجاه العودة مما أثار غضب اللاعبين المهذبين الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم، ورغم ذلك هم مهذبون ومنتظمون فى المران وممتثلون لعقوبات الجهاز الفنى وللائحة التى تحكم العلاقة بينهم وبين النادى. لقد كان لقاء عباس وعمرو زكى واحتضانه اللاعب دعوة صريحة للاعبين إلى التمرد والانقلاب على النادى والجهاز الفنى. الظريف أن تدخل عباس فى أزمة عمرو زكى وفرض حلول فردية ليس التدخل الأول لرئيس النادى منذ تصالحه مع مرتضى منصور، فقبل عشرة أيام وبعد 24 ساعة فقط من التصالح كان شيكابالا نجم الفريق وإسماعيل يوسف المدرب العام على موعد لزيارة رئيس النادى فى منزله لتهنئته على العودة التى لم تقع حتى الآن، وهى الزيارة التى أثارت غيرة وتحفظ اللاعبين ودفعتهم إلى الحديث عن مستقبل علاقتهم بإدارة النادى العائدة فى ظل إعلان الرئيس عن علاقة وطيدة وحميمية مع لاعب واحد فقط ومدرب سلم نفسه من أول دقيقة للعمل فى خدمة السيد الرئيس.