إستيقظت مدينة البط ذات صباح شتوى مرتبك.. وقد امتلأت حوائط مبانيها بالملصقات التى أنفق فيها بطوط وأولاد أخيه سوسو ولولو وتوتو الليل بأكمله فى إعدادها وتجهيزها لمثل ذلك اليوم الحاسم.. فبعد سنين وسنين من الصمت والفقر المدقع والعمل سخره لدى عم دهب من أجل الحصول على ما يكاد يسد رمقه قرر بطوط أخيرا أن يخرج إلى شوارع مدينة البط من أجل المطالبه بحقوقه.. فعلى الرغم من أنها مدينته وإسمها على إسمه إلا أنه لا يحكم.. وحتى المطبوعه الرسميه لحكايات المدينه تحمل إسم فأر.. «ميكى».. وعمدة تلك المدينه كلب وليس بطه.. وبصرف النظر عن أى شغلانه سريعه قد يستغله عم دهب للقيام بها والتى غالبا ما تكون سدادا لبعض مديونياته الكثيره التى يساومه عليها عم دهب طوال الوقت.. بطوط عاطل لا يعمل! كانت الخطه تنص على تنظيم وقفه إحتجاجيه أمام خزينة عم دهب ثم التحرك من هناك فى مسيره حاشده حتى مقر عمدة المدينه والإعتصام هناك حتى رحيل العمده الكلب وتعيين بطه مكانه.. حيث أنه لم يعد من المستساغ للبط أن يكون عمدتهم كلب وليس بطه مثلهم.. طبعا يدرك أهل مدينة البط جيدا أن تلك هى القواعد التى وضعها الأب الروحى لمدينتهم.. والت ديزنى.. إلا أنهم أيضا يدركون أنه قد جاء اليوم الذى ينبغى عليهم فيه أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم.. فوالت ديزنى قد رحل.. وهم وحدهم الذين يعانون الآن من وطأة تلك الأوضاع المشقلبه فى مدينتهم.. فرأس مال المدينه بأكمله يملكه تقريبا رجلى أعمال إثنين فقط.. عم دهب وعم فضه.. والعباقره وأصحاب المواهب لا يتم تقديرهم كما ينبغى.. عبقرينو لم يحصل على جائزة البط التقديريه حتى الآن.. ودنجل وعصابة القناع الأسود يعيثون فى البلاد فسادا وبلطجه.. بينما المواطن الأصلى والرسمى مثل بطوط غير قادر على الحياه.. يكفى تماما أنه يحب زيزى منذ سته وسبعين عاما ولم يتزوجا حتى الآن.. لهذا.. لم يكن أمام أهل مدينة البط حلا آخر سوى أن يثوروا! لم تنقطع التليفونات بين مقر خزينة عم دهب ومقر العمده الملتاع.. بينما فى خلفية المكالمه كانت أصوات هتافات البط الغاضب تحت زعامة بطوط تتصاعد أكثر وأكثر.. البط يريد إسقاط الكلاب.. البط يريد إسقاط الكلاب.. بينما على شاشة تليفزيون بط الجزيره كانت الجده بطه توجه نداءها لجميع البط بأن يخرجوا إلى شوارع المدينة للمطالبه بحقوقهم.. أنهت الجده بطه حديثها بتلك الكلمات التى إستثارت مشاعر البط الجالس فى منزله.. نحن البط لن يحكمنا بعد الآن كلب! فى مقر العمده.. توصل عم دهب إلى حل لإنهاء تلك الأزمه.. بعدها بدقائق كان دنجل وعصابة القناع الأسود يعيثون فسادا فى شوارع المدينه.. لم يتركا بطه بدون أن ينتفوا ريشها.. أصبحت شوارع المدينه أشبه بمحل الفرارجى من فرط الدم والريش الذين باتوا يملأون طرقاتها.. ولكن للأسف.. لم تسفر تلك الأحداث سوى عن تصميم بطوط ورفاقه من البط على نيل حقوقهم.. والمطالبه بإسقاط نظام عم دهب الرأسمالى الجشع ونظام الحكم الكلابى الذى لا يعبر عنهم ولا عن كونهم بط.. عندها لم يعد أمام عم دهب لمواجهة تلك الثوره وإنقاذ أمواله سوى الإتصال بالساحره سونيا ! بعد دقائق.. كانت هناك بطه غريبه لم يروها من قبل تظهر على شاشة التليفزيون.. كانت البطه الغريبه تخبرهم بأنها منذ اليوم قد أصبحت هى الحاكم الرسمى لمدينة البط.. وأنه قد تم إبعاد الكلاب تماما عن حكم البط بدءا من اليوم.. هلل بطوط ورفاقه من الفرحه فى الشوارع على الرغم من عدم معرفتهم بتلك البطه الغريبه.. إلا أن مجرد أن يصبح حاكمهم بطه مثلهم وليس كلبا كان فى حد ذاته مدعاه للفرحه والشعور بالإنتصار! بعد إنتهاء البيان وفى كواليس الستوديو.. كانت الساحره سونيا تحمل أجرتها المتمثله فى زكيبة نقود ضخمه وتركب مقشتها إستعدادا للرحيل.. بينما كانت البطه الغريبه تسألها بصوت عم دهب: هو السحر دا مفعوله حيروح إمتي؟! لتجيبه سونيا: 6 شهور بالظبط وترجع تانى عم دهب.. البط حيكون هدى ساعتها ونسى كل اللى حصل.. إلا أن عم دهب لم يستطع إخفاء توتره وهو يسألها: تفتكرى؟!