أخيرا وضعت شركة بريطانية حدا للتقارير المتضاربة التى تداولتها وسائل الإعلام طوال الأيام الماضية حول هوية الغاز المسيل للدموع، الذى استخدمته قوات الشرطة ضد المحتجين فى ميدان التحرير، باعترافها أن هذه العبوات التى تحمل اسم «سى إس» من إنتاجها. صحيفة «الإندبندنت» قالت فى تقرير لها أمس الأحد إن عديدا من المتظاهرين جمعوا الطلقات الفارغة. ومن بين الفوارغ التى جمعت طلقات ذات شريط أحمر عيار 38 ملليمترا من إنتاج شركة «تشيمرينج ديفينس». وأضافت الصحيفة أن الأرقام التسلسلية التى شوهدت على العبوات، أمكن تتبعها فى رحلتها من بريطانيا إلى مصر. وكان مكتوبا على إحدى العبوات «صنعت عام 1995». وبالفعل اعترفت الشركة، وهى من شركات السلاح المتعاقدة مع الحكومة البريطانية، وكانت تعرف فى السابق أيضا باسم «بى دبليو ديفينس»، أن عبوات الغاز هذه من إنتاجها، وقالت على لسان متحدث باسمها إنها تعتقد أنها وصلت إلى الجيش المصرى منذ أكثر من 10 سنوات، وربما تكون وصلت إلى الجيش عن طريق بلد ثالث، حيث تشير إلى أنها لم تزود مصر بعبوات «سى إس» بشكل مباشر منذ 1998، ومن ثم فهى لم تخترق القانون البريطانى الذى يمنع مثل هذه الصفقات. ويقول منتقدون إن استخدام قوات الأمن المصرية المنتجات البريطانية لقمع المعارضة السياسية، يكشف «عيوبا خطيرة» فى سيطرة المملكة المتحدة على صادراتها من الأسلحة إلى الشرق الأوسط.