من الحالات العجيبة والغريبة والشاذة التى يعوم فيها نادى الزمالك ويبلبط، حالة الكابتن حسن شحاتة، فمدربنا الكبير اتفق على كل شىء، ووافقت إدارة النادى على كل شروطه وطلباته المالية وقائمة اللاعبين الجدد والمستبعدين، والأهم من ذلك أنه اجتمع مع اللاعبين وبدأ فترة الإعداد الداخلية واتفق على المعسكر الخارجى فى ألمانيا، وكله تمام التمام إلا حاجة واحدة، أنه لم يوقع عقدا رسميا مع النادى حتى الآن، وهو أمر شاذ بالنسبة لناد مفترض أنه كبير وله اسمه وشعبيته وجماهيره العريضة، وقبوله بهذا الوضع فيه إهانة، ليس لأعضاء مجلسه فقط، ولكن لتاريخ هذه المؤسسة (النادى) التى وضعت نفسها تحت رحمة مدرب، فإن رضى أكمل المهمة وأن غضب رحل، إلا أن كل التأكيدات والتسريبات تقول إن المعلم مستمر وإن تأجيل التوقيع مرتبط بقصة أخرى ليس للزمالك علاقة بها، وعندما سألت وتقصيت اكتشفت أن هناك حكاية كبيرة ومشكلة ضخمة بين شحاتة واتحاد الكرة، وأن الارتباط بينهما لم ينفك حتى الآن، وأن كل طرف يتربص بالآخر، فاتحاد الكرة يؤجل التعاقد مع مدير فنى جديد لحين توقيع شحاتة مع الزمالك حتى يحرمه من كل مستحقاته، والمعلم يؤجل التوقيع مع الزمالك تحسبا لغدر اتحاد الكرة وإجباره على التنازل عن حقوقه المالية، والخلاف كما عرفته أن الكابتن حسن شحاتة وجهازه المعاون فى المنتخب وافق على التنازل عن الشرط الجزائى، وهو شهران مقابل الحصول على راتب شهر يونيو، وهو الشهر الذى لعب المنتخب فى مطلعه مباراة جنوب إفريقيا، إضافة إلى مكافآت دورة وادى النيل التى أقيمت فى عهد النظام البائد لتلطيف وترطيب العلاقة بين مصر ودول منابع النيل، وهى الدورة التى انتهت بفضيحة، حيث لم يدفع اتحاد الكرة للدول المشاركة مستحقاتها المالية، وقام بعضها بنشر الفضيحة فى الصحف الإنجليزية، فأرسلت سفارتنا فى لندن للخارجية المصرية التى أحالتها إلى المجلس القومى للفلول، ليكتشف أن الواقعة حقيقية وأن اتحاد الكرة بدلا من أن يحسن العلاقات أفسدها ولم يدفع للمنتخبات حقوقها، وباعتبار أن الاتحاد يؤمن بالمساواة والعدل وكما فعل وسرق حق الغريب، لذا تعامل بالمثل وأكل حق المنتخب الوطنى، ولم يدفع مكافآت الفوز بالبطولة. ويستند سمير زاهر فى مماطلته فى إعطاء شحاتة ومعاونيه حقوقهم إلى أنهم جنوا من خلف المنتخب أموالا طائلة وكونوا ثروات كبيرة خلال خمس سنوات لن يستطيعوا جمعها فى خمسين عاما، وهو كلام صحيح ولكنهم كانوا يتقاضون نظير عملهم وإنجازاتهم، فبطولات إفريقيا الثلاث التى فزنا بها لم يقدر على تحقيقها أحد من قبل، والأموال التى حصلوا عليها قدموا أمامها إنجازات عظيمة لم يكن سيجمعها زاهر لو عاش مئة عام، ومن ضمن الأسباب التى يسوقها سمير زاهر لأكل حق الجهاز الفنى أن شحاتة يطلب تقاضى راتب شهر يونيو ولم يعمل فيه سوى خمسة أيام فقط، حيث أقيمت مباراة مصر وجنوب إفريقيا يوم 5 يونيو وتعادلنا وخرجنا من تصفيات كأس الأمم لأول مرة فى تاريخنا، حيث يريد زاهر التعامل مع شحاتة باعتباره فنى سباكة يحصل على أجرته باليومية، ولو أن شحاتة لبس برنيطة واتعنتز علينا وهدد بالفيفا لحصل على الشرط الجزائى وراتب شهر يونيو ومكافآت دورة وادى النيل. المهم فى هذه القصة أن المنتخب الوطنى والزمالك يدفعان ثمن هذه المسخرة، فالزمالك يعيش «على كف عفريت» خوفا على رحيل شحاتة، فالمدرب لم يوقع عقدا وليس عليه حرج أن يرحل لأى عرض أفضل يأتيه خلال هذه الفترة، فإذا كان يتمسك بشهر لم يعمل سوى 5 أيام فيه، فما الذى يمنعه من الرحيل لناد يدفع له ضعف ما يحصل عليه فى الزمالك؟ أما المنتخب فهذه هى الكارثة، فمصير المدرب الجديد والتعاقد معه مرتبط بتوقيع شحاتة للزمالك، لأن وقتها سيحق للاتحاد فرض شروطه على المعلم، وربما يطالبه بدفع الشرط الجزائى باعتباره هو الذى فسخ العقد وتعاقد مع الزمالك، فحتى هذه اللحظة لا يوجد ورق رسمى يحدد مصير العلاقة بين شحاتة واتحاد الكرة، فالاتحاد لم يبلغ المدرب بالفسخ والمدرب لم يعلم الاتحاد بالرحيل، وكل منهما متربص بالآخر ويضع أصابع الثانى تحت ضروسه وللأسف يضيع المنتخب وخلفه الزمالك فى انتظار من يصرخ أولا، ولا توجد دولة لتحاسب ولا مجالس محترمة يعمل حسابها أحد، ولو شئت ترجمة معركة العض على الأصابع بين شحاتة وزاهر فلسان حال الاثنين يقول للآخر: لو مش عاجبك روح القسم اعمل محضر وشوف مين ح يسأل فيك.