لو اتسمت هذه الانتخابات بالنزاهة، فإنها ستمثل عهدا جديدا تماما وتخلصنا من الماضى، لكن مع تبقى جولتين إخريين للانتخابات، لا يزال بمقدور حكام مصر العسكريين أن يحكموا قبضتهم، تماما مثلما فعلوا بعد أداء الإخوان القوى فى 2005، هذا ما تخلص إليه صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» الأمريكية فى أحدث تقاريرها عن أول انتخابات مصر ما بعد مبارك. وتحت عنوان «دروس من تاريخ مصر الانتخابى القبيح أحيانا»، تعود «المونيتور» فى تقريرها الذى كتبه دان مورفى، بالزمن إلى عام 2005 وتضيف الصحيفة الأمريكية أن أول جولة من هذه الانتخابات كانت نظيفة نسبيا، وفق المعايير المصرية، لكن بعد أن حصد الإخوان المسلمون ضعف عدد مقاعدهم البرلمانية فى الجولة الأولى فقط، استخدمت الحكومة كل الوسائل للسيطرة على الجولتين المتبقيتين. ولهذا تقول «المونيتور» إن انتخابات نزيهة نسبيا فى الجولة الأولى، لا تنم كثيرا بالضرورة عن الحصيلة النهائية، خصوصا أن الجيش المصرى الذى كان يمثل جوهر نفوذ مبارك، لا يزال متحكما فى البلد، والبيروقراطية التى ظلت تضبط الانتخابات وفق مزاج مبارك والعسكر على مدار عقود، لم تُمس، على حد تعبيرها.