يبدو أن إسرائيل تحاول خداع العالم العربى والظهور بمظهر المتسامح مع الفلسطينيين، وذلك بإرجاء هدم جسر باب المغاربة المؤدى إلى المسجد الأقصى، لكن الخطوة لم تأت تسامحا وإنما كانت خوفا من انتقال الثورات العربية ضد تل أبيب، وفقا لوسائل إعلام عبرية. أمس قررت السلطات الإسرائيلية تأجيل هدم الجسر، وهى الخطوة التى جاءت وفقا للإذاعة العامة الإسرائيلية، تفاديا لإثارة موجة احتجاجات بالعالمين العربى والإسلامى، مضيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اتخذ هذا القرار، خوفا من أن تثير أعمال الهدم تظاهرات مناهضة لإسرائيل فى عدد من الدول العربية، وعلى رأسها مصر وداخل فلسطين. مجلس المدينة التابع لبلدية القدس الإسرائيلية أعلن الشهر الماضى أنه قدم إخطارا بهدم جسر باب المغاربة المؤدى إلى المسجد الأقصى، وذكر فى رسالة مؤرخة بتاريخ 23 أكتوبر، أن مهندس المدينة وخدمات الطوارئ وجدوا الجسر «خطرا» واحتوت الرسالة على أوامر «بهدم الجسر المؤقت باستخدام مواد غير قابلة للاشتعال وفقا للقواعد القانونية». وكان الجسر الخشبى قد أقيم عام 2004 كإجراء مؤقت بعد انهيار الجسر الرئيسى، وبدأت تل أبيب عام 2007 عمل حفريات قرب المسجد الأقصى، زعمت أنها ترمى إلى تنفيذ عملية ترميم، فى حين اعتبرت السلطات الإسلامية الفلسطينية أن هذه الأشغال تهدد أساسات المسجد الأقصى، وإزاء تصاعد ردود الفعل فى العالم الإسلامى وبين الفلسطينيين، تم تجميد أعمال هدم ممر باب المغاربة، بينما تواصلت حفريات التنقيب الأثرية. محاولات إسرائيل خداع العالم العربى والغربى، وإظهار نفسها أنها لا تسعى لتخريب الآثار الإسلامية، وتهويد القدس لا تنطلى على أحد، حيث صدقت (أمس) وزارة الدفاع بتل أبيب على خطتين لبناء 119 وحدة سكنية جديدة وسط الضفة الغربية.