تصريحات اللواء مختار الملا، عضو المجلس العسكرى، أمس، التى قال فيها إن من فى ميدان التحرير لا يمثلون كل الشعب وإن والثقة فى المجلس مُطلَقة من معظم الشعب، أعادت إلى الأذهان تصريحات الرئيس المخلوع ونظامه السابق فى أثناء ثورة 25 يناير، بينما أكد خبراء سياسيون أن كلام الملا هدفه إسقاط الشرعية عن الثوار. الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس أوضح أن أعضاء المجلس العسكرى لا بد أن يعلموا أن ميدان التحرير وشباب مصر الثائر فى كل فى ميادين التحرير بمحافظات مصر هو من أسقط مبارك ونظامه، وأن من يقول هذا الكلام يريد أن يسقط عنه الشرعية كما أسقطها ميدان التحرير قبل ذلك، إلا إذا كان المجلس العسكرى حصل على شرعيته من الرئيس المخلوع لا من ميدان التحرير، وعندها يختلف الوضع. مضيفا أن ميدان التحرير بل وميادين التحرير فى مصر كلها هى التى ستحكم مصر وستظل تحكمها، ويجب على المجلس العسكرى أن يعلم أن ما يحدث الآن هو موجة ثانية من الثورة المصرية، إلا إذا كانوا لا يريدون الاعتراف بها، فعندها سيكون الاستمرار فى الثورة من قِبل ميادين التحرير بشتى محافظات مصر. أما الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير الاستراتيجى بمركز «الأهرام»، فاعتبر تصريحات اللواء الملا امتدادا لسياسة النظام السابق ونفس تصرفاته وأفعاله وسلوكياته فى التعامل مع الأزمات السياسية، مشيرا إلى أن ميدان التحرير يمثل جميع طوائف الشعب المصرى، والدليل ما يحدث فى ميادين التحرير فى محافظات مصر كلها، لدرجة أن طلاب المدارس خرجوا فى مسيرات ومظاهرات مناهضة للمجلس العسكرى ومؤيدة لثوار التحرير. وأضاف الخبير السياسى أن الدليل على كل هذا ما قام به فى قانون الغدر وتحويله إلى قانون إفساد الحياة السياسية الذى نزع منه جميع أسنانه، على حد وصفه، بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية، وما يحدث فى ميدان التحرير على مدار الأيام الماضية، موضحا أن الشباب الموجود فى التحرير وميادين مصر كلها يمثلون جميع شرائح الشعب المصرى، وأن الحديث عن تأييد الغالبية العظمى من الشعب للمجلس العسكرى هو أمر مبالغ فيه وغير حقيقى بالمرة، على حد قوله.