أنا فى صف المحتجين.. هكذا أعلنها صريحة، الزعيم السوفييتى السابق ميخائيل جورباتشوف، المعروف بآرائه الإصلاحية وتأييده للتغيير، بمساندته للثوار المصريين، مع استمرار المصادمات العنيفة بين المحتجين المصريين المطالبين بتسليم السلطة للمدنيين وقوات الأمن. جورباتشوف، صاحب الثمانين ربيعا، والحائز على جائزة نوبل للسلام، فى حواره مع «وكالة الأسوشيتد برس» يوم الثلاثاء، امتدح الثورة المصرية ووصفها بأنها «تقف على أسس متينة، وذات أهمية حيوية». وتنبه الوكالة الأمريكية إلى أن المحتجين المصريين يطالبون ب«ثورة ثالثة» لإجبار جنرالات الجيش الذين فشلوا فى تحقيق الاستقرار للبلد، أو إنقاذ الاقتصاد أو تحقيق الديمقراطية منذ الإطاحة بالرئيس السلطوى حسنى مبارك. والزعماء العرب يواجهون الآن -حسب ما يقول جورباتشوف- مطالبات متصاعدة بالديمقراطية، لأنهم مكثوا فى السلطة طويلا جدا، وخلقوا أوضاعا لم تكن أصوات الشعوب مسموعة من خلالها. ويضيف: «من الواضح أن أحدا لم يحرك هؤلاء، وأن هذا الصراع ظهر بشكل غير متوقع» ويشير إلى أن «الأشياء تراكمت، ويعنى كل هذا أن الديمقراطية على طريقتهم لم تنجح حقيقة». ومع انتقال نار الثورة كالنار فى الهشيم من بلد عربى إلى آخر، فإنه لم يكن هناك حل واحد يناسبها جميعا، بحسب الزعيم السوفييتى السابق، الذى يقول: «لا أعتقد أنه سيكون نموذجا واحدا لكل الثورات التى تتطور فى هذه الدول، فكل بلد لديه تاريخه الخاص وثقافته الخاصة وتجربته الخاصة، لا يمكنك أن تتجاهل هذا». وأسهم فكر جورباتشوف وسياساته الإصلاحية والمؤيدة للتغيير، إلى انهيار الاتحاد السوفييتى، فى 1991، على غير إرادته، وأجرت «وكالة الأسوشيتد برس» هذه المقابلة معه، فى برلين حيث كان موجودا لإعلان أن المدينة ستستضيف حفل توزيع جوائز العام 2012، التى تحمل اسمه، والتى تقدم إلى الأشخاص الذين يحدثون التغيير فى العالم.