نقلا عن رويترز- وقف مئات النشطاء المصريين في صفين متشابكي الأيدي بطول ميدان التحرير لفتح طريق بين ألوف المحتجين تمر فيها سيارات الإسعاف جيئة وذهابا لنقل الجرحى من خط المواجهة بين النشطاء وقوات الأمن قرب مبنى وزارة الداخلية القريب من الميدان. وتحتشد قوات الأمن في شارع محمد محمود أحد الشوارع التي يطل عليها مبنى الجامعة الأمريكية في القاهرة لمنع النشطاء من الوصول إلى مبنى وزارة الداخلية واقتحامه. والمبنى محاط بغضب ألوف الناشطين بعد أن إقتحمت قوات أمن بمساعدة قوات من الجيش ميدان التحرير يوم الأحد لفض الإعتصام فيه مما أدى إلى مقتل 33 ناشطا على الأقل وإصابة أكثر من 1200 آخرين. ورغم أن بعض الناشطين يقولون إنهم يعملون لإقتحام المبنى يقول آخرون إنهم يحتشدون أمام قوات الأمن لمنعها من التقدم وإقتحام ميدان التحرير من جديد. وعلى خط المواجهة يرشق مئات النشطاء قوات الأمن بالحجارة ويلقون عليها القنابل الحارقة. وفي المقابل تضرب قوات الأمن النشطاء ويقول أطباء ومسعفون في أكثر من أربع عيادات أقيمت في الميدان وعلى أطرافه إن البعض أصيب بطلقات خرطوش ورصاص مطاطي وإختناقات نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، وتنفي الشرطة استخدام الذخيرة الحية ضد المحتجين. وقال الطبيب ممدوح الشربيني لرويترز وهو يشرف على العمل في عيادة ميدانية أقيمت في جامع عمر مكرم الواقع بأحد أطراف الميدان «الوضع من أسوأ ما يمكن، قنابل الغاز المسيل للدموع التي تطلق على الناس غريبة تسبب هبوطا حادا في الدورة الدموية وإرتخاء في الأعصاب وبرودة شديدة في الجسم». وأضاف «الإصابات بطلقات الخرطوش في النصف العلوي من الجسم، وحالات الإختناق بالغاز لا حصر لها وهناك ما لا يقل عن ثلاثة آلاف إصابة منذ يوم السبت إلى اليوم». وفي تقرير صدر اليوم الثلاثاء إتهمت منظمة العفو الدولية حكام مصر العسكريين باستخدام أساليب وحشية تفوق أحيانا تلك التي استخدمها الرئيس السابق حسني مبارك قائلة «إن آمال المحتجين الذين أسقطوا مبارك تم سحقها». وكانت لقطات على مواقع التواصل الإجتماعي يقول شهود عيان إنها صحيحة لإقتحام ميدان التحرير يوم الأحد أظهرت قسوة بالغة مع المحتجين السلميين. وصورت لقطة رجال شرطة يضربون محتجا بالهراوات في مختلف أجزاء جسمه واستمر ضربه رغم سقوطه على الأرض. وأثارت اللقطات استياء شعبيا ويبدو أنها حفزت ألوف المصريين على الإنضمام إلى المحتجين في تحد للمجلس العسكري الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد أن أسقطت انتفاضة شعبية استمرت 18 يوما مبارك يوم 11 فبراير.