ما هذه المعاملة اللا إنسانية التى يلقاها المصريون فى البلاد العربية الشقيقة عموما، وفى المملكة العربية السعودية على وجه الخصوص؟! وإذا كان نظام مبارك الساقط تساهل بطريقة مهينة للغاية، وتراجع عن أداء دوره فى الذود عن كرامة شعبنا الطيب، حتى استباح أشقاؤنا العرب حقوق المصريين وكرامتهم، فبعد ثورتنا العظيمة، لا يصح أبدا أن تهان كرامة مصرى فى أى مكان، لا داخل مصر، ولا خارجها، وعلى السلطات المصرية أن تتدخل بكل الطرق لحماية المصريين، والحفاظ على كرامتهم. ففى السعودية، وفى أسبوع واحد، تَعرّض طبيب مصرى للضرب والسحل على الأرض بجوار الكعبة! كما تم الاعتداء على طبيبة مصرية بالضرب، ونزع نقابها والبصق على وجهها، وهى تؤدى عملها فى المستشفى! فمن يعيد إلى هذين الطبيبين حقهما وكرامتهما المستباحة؟ ولنتأمل فى بعض التفاصيل المؤلمة، فقد قالت زوجة الطبيب حافظ عبد الفتاح إبراهيم، إنه فى أثناء وجودها وزوجها بالقرب من الحرم المكى، فى ثالث أيام عيد الأضحى، شاهدا شرطيا يعتدى على شاب مصرى، وقام بصفع والد الشاب أكثر من مرة على وجهه مما أدى إلى تعرضه لإغماءة، فتدخل زوجى لتهدئة الوضع، ومطالبة الشرطيين بحسن معاملة المصريين، فقام الشرطى بضرب زوجى، ثم تدخل 8 جنود آخرين وقاموا بسحله وضربه بعنف، حتى تعرض لإصابات بالغة، بعدها تم اقتياده مكبلا إلى قسم شرطة «الكرارة»، ولم يتم نقله إلى المستشفى إلا بعد أكثر من ساعة! وفى الواقعة الأخرى، التى تعد الأولى من نوعها بالمملكة، تعرضت طبيبة مصرية تعمل بمستشفى أبها الخاص لاعتداء بالضرب، ونزع النقاب، والبصق عليها من شاب سعودى، بعد محاولاتها فض مشاجرة بين مريض سعودى وممرض سعودى رفض إعطاءه حقنة، فطلبت الطبيبة من إحدى الممرضات إعطاءه الحقنة، لكن شقيق المريض دخل معها فى تلاسن، وسبّها وبلدها بألفاظ بذيئة، ثم تطاول عليها بالضرب باليد، وقام بخلع نقابها، وبصق على وجهها! وقالت الطبيبة إنها لاحظت العصبية الزائدة التى كان عليها المريض ومرافقه، وإنها حاولت تهدئة الوضع فى البداية، إلا أن المريض، وهو فى العشرين من عمره، تطاول عليها بالسباب. وأضافت: ما كان منى سوى أن أقول له إن الدين المعاملة، فصار يتطاول بالألفاظ، ويهددنى بالتسفير. وتابعت: وفوجئت بتدخل المرافق وقيامه بنزع غطاء وجهى وضربى والتعدى علىّ بالبصق والتطاول، مما أدى إلى ارتفاع الضغط عندى، ونقلى إلى العناية المركزة نتيجة تعرضى لأزمة قلبية بقيت على أثرها يومين فى العناية المركزة. وقالت الطبيبة: أبلغت الشرطة، ولن أتنازل عن حقى مهما حصل، ولو كان آخر يوم لى فى المملكة. فأنا أرملة وأعول أربعة أطفال. وأضافت: أهل المعتدى حاولوا التدخل بالصلح لكنى رفضت، فقد آلمنى جدّا ما تعرضت له، ونزع نقابى وتمزيقه بهذه الطريقة فى بلد الإسلام. والآن ماذا تتوقع يا صديقى القارئ أن يتم لاستعادة الكرامة المصرية المستباحة؟ وأى خطوات إيجابية وحاسمة ستتخذها الجهات الآتية: وزارة الخارجية المصرية؟ والسفارة المصرية لدى السعودية؟ ووزير القوى العاملة؟ والصديق النبيل وزير الصحة؟ ونقابة الأطباء؟ ومجلس الوزراء؟ والمجلس الأعلى للقوات المسلحة؟