مشهد قد يكون مر مرور الكرام على مئات الألوف ممن احتشدوا يوم أمس فى ميدان التحرير، لكنه بالتأكيد يحتاج إلى برواز خاص ومساحة خاصة، فإذا كانت إهانة أهالى الشهداء ومصابى الثورة من جانب الشرطة أمر يمكننا فهم المنطق الذى يحركه، فكيف يمكن استيعاب إهانتهم وإذلالهم من جانب من يرفعون لافتات الثوار. هذا ما شهدته «الصينية» يوم أمس فى حوالى الساعة الثانية، حين تعرضت خيمة «مصابى الثورة» للمضايقات والتحرش بها من جانب شباب الإخوان المسلمين، ممن بدؤوا فى محاصرتهم من كل جانب، حسب تعبيرهم، بمخيمات تحمل شعار الجماعة، ثم اتطور الأمر إلى إزالة لافتاتهم وجزء من خيمهم بحجة أن «هذا المكان مخصص للأخوات فى كل جمعة». هذا ما حكاه ل«التحرير» عدد من مصابى الثورة ممن بدؤوا اعتصامهم مساء أول من أمس بعدد لا يقل عن 50 مصابا، وانضم إليهم فى الصباح مصابو السويس والإسكندرية، وبحسب المهندس حسن رابح منسق اتحاد مصابى الثورة، ففى وقت متأخر من ليل يوم الخميس «فوجئنا بأحد المنتمين إلى جماعة الإخوان المسلمين يحاول تثبيت علم الجماعة أمام مخيمنا فطالبناه برفعه وقلنا له: نحن مصابو الثورة التى هى ملك كل المصريين ولا نرفع إلا علم مصر دون الانحياز إلى حزب أو جماعة، ولا نسمح لأحد باستغلال قضيتنا، فرد على بشكل غير لائق ودخلنا فى مجادلة كلامية انتهت بسحبنا العلم منه عنوة». ما حدث فى ظهيرة يوم أمس الجمعة سرده لنا أحد المصابين وهو المحامى رامى محمد، حيث قال «منذ الصباح ونحن نشعر بحالة حصار وزحف سريع من جانب مخيمات السلفيين والإخوان من حولنا، وهذا أمر طبيعى نقبله لأننا خلال مليونية تظاهرية وإن كان يخيفنا بنفس الوقت، فالتزمنا حدود خيمتنا التى كنا نتمنى أن ينضم لها الجميع تأييدا لمطالبنا، لكننا فوجئنا بحضور مجموعة كبيرة من شباب الإخوان وبدؤوا فى جمع أشيائنا وإزالة المشمع المفروش على الأرض وأزالوا جزءا من خيمتنا، وقالوا: انتوا مش هتحتلوا الميدان والمكان ده مخصص للأخوات». وطالب مصابو الثورة بأن لا يمر هذا الموقف مرور الكرام، وأن يصدر بيان رسمى عن جماعة الإخوان المسلمين يوضح حقيقة ما حدث.