بداية تدل على سيطرة إسلامية كاملة فى الإسكندرية والبحيرة من قِبل السلفيين (حزب النور) والإخوان المسلمين (حزب الحرية والعدالة)، بينما شهد حزب المصريين الأحرار تصدعا جديدا فى الثغر، باستقالة عدد من مرشحيه. «لن نقبل مرة أخرى أن تكون البلاد عقارا يُنقل أو متاعا يُورّث» بداية قوية لرئيس حزب النور السلفى الدكتور عماد عبد الغفور فى مؤتمر نظّمه الحزب مساء أول من أمس، بمنطقة بولكى بالإسكندرية، مشيرا إلى أن الحزب تم تأسيسه من أجل إعادة حقوق المصريين المهدَرة، وانتصارا لشهداء الوطن، مذكّرا بسيد بلال ومصطفى الصاوى على وجه التحديد. أمين دائرة الرمل بالحزب محمود عباس، قدم مرشحى «النور» قائلا «إنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى»، ووصفهم بأنهم «رحماء بالأرامل والفقراء». مرشح حزب النور على مقعد الفردى بدائرة الرمل الدكتور ياسر عبد القوى، كرر أن الإقرار بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع يضمن تأمين الحرية الدينية للأقباط، واصفا الأقباط بأنهم «أسعد أقلية فى العالم» بكفالة الإسلام لهم الحرية والاحتكام فى أحوالهم الشخصية إلى أنفسهم، مشددا على الهوية العربية والإسلامية لمصر. عبد القوى أكد أن حزبه «يرحب بالديمقراطية، فى إطار الشريعة الإسلامية الحاكمة والضابطة، ما دامت الديمقراطية تعنى حكم الأغلبية، فالأغلبية فى البلاد مسلمة». «الحزب لن يكون سببا فى صد عباد الله عن دين الله، فنحن داخلين المجلس لنعلمهم إزاى يكون العدل والشورى» كلمات بدأ بها المرشح على مقعد العمال بدائرة الرمل مصطفى المغنى، مضيفا «لو كتب لنا الله دخول مجلس الشعب المقبل حيبقى الموضوع على جثثنا، إصلاح يعنى إصلاح وحرية يعنى حرية». هذا ولا تزال المعركة مستمرة فى إعلان صيغة محددة ومفهومة من قبل جماعة الإخوان المسلمين فى تحديد عملها الدعوى والخيرى وعمل الحزب السياسى لها حزب الحرية والعدالة، وتحديد مهامه السياسية. حيث أثار سؤال للصحفيين مساء أول من أمس خلال إعلان قطاع شمال القاهرة «الفردى والقائمة» عن مرشحيه وبرنامجه الانتخابى، حول توزيع الحزب لحمة العيد والمواد الغذائية على الفقراء، التى تعد نوعا من الرشاوى الانتخابية، فكانت الإجابة أكثر غموضا من غموض العلاقة بين الحزب والجماعة، حيث قال المهندس عمرو زكى، الأمين المساعد لحزب الحرية والعدالة بالقاهرة والمرشح على مقعد الدائرة الثانية فردى: «من قام بتوزيع لحمة العيد أعضاء الجماعة لا أعضاء الحزب»، مطالبا من لديه دليل أن أعضاء الحزب قاموا بتوزيع اللحمة بالكشف عن دليله. الصحفيون من جانبهم تابعوا أسئلتهم، وطالبوا عمرو بكشف الجماعة عن أعضائها، للوقوف على حقيقة مشاركة أعضاء من الحزب فى توزيع اللحمة والمواد الغذائية، إلا أن زكى أكد أن هناك فصلا بين العمل الدعوى والخيرى للجماعة وعمل الحزب، وبعد دقائق معدودة كان عمرو زكى وأعضاء قائمة الإخوان بشمال القاهرة فى مسيرة حاشدة بمنطقة الأميرية، ويقوم بتنظيم المسيرة شباب يرتدون تشيرتات مكتوبا عليها «الإخوان المسلمون». وفى البحيرة، ظهرت وسائل جديدة للدعاية الانتخابية ابتكرها حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، حيث نظم الحزب بمدينة أبو حمص مسيرة انتخابية ب«التكاتك» رفعت لافتات قماشية مدونا عليها أسماء مرشحى الحزب بالدائرة على المقاعد الفردية والقائمة بالدائرة الأولى. ودشن طلاب الإخوان المسلمين بجامعة الإسكندرية أمس، حملة بعنوان «صوتك هيفرق»، وذلك لتوعية الطلاب بأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية والإدلاء بأصواتهم لاختيار من يمثلهم فى مجلس الشعب المقبل. الحملة بدأت من داخل المجمع النظرى الذى يضم خمس كليات هى «الحقوق والتجارة والتربية والآداب والسياحة والفنادق»، وكليات «الهندسة، والعلوم، والزراعة»، بالإضافة إلى المجمع الطبى حيث افترش الطلاب ساحات كلياتهم وطافوا المدرجات وعقدوا حوارات ولقاءات جانبية مع الطلاب، وتستمر الحملة، التى تنشط فى الجامعة صباحا وخارج أسوارها فى الشارع مساء، حتى موعد إجراء الانتخابات. على الجانب الآخر، أصدر حزب المصريين الأحرار بيانا رسميا أمس، على خلفية استقالات بعض أعضائه بالإسكندرية، مؤكدا فتح تحقيق داخلى، ولافتا إلى أن السبب وراء انسحابهم هو إخلال بعض المرشحين بسياسات الحزب المتبعة فى عملية التمويل للدعاية الانتخابية القائمة على المشاركة بين الحزب ومرشحيه.