العيد واحد.. والفرح واحد.. والتكبير واحد ولكن اختلفت المشاهد، وتحولت استعدادات العيد فى سوريا الثائرة على حزنها إلى استعدادات حربية من قبل الجيش تجاه المدنيين، واستعدادات ثورية من جانب أحرار سوريا. فى حين استقبل مسلمو العالم ليلة العيد ببشائر الفرح، انتظمت المظاهرات الليلية السورية المطالبة بإسقاط النظام فى ليلة قتل فيها الأمن 29 شخصا فى مختلف أنحاء سوريا، بينهم 13 فى حمص ليرتفع عدد الشهداء منذ الثلاثاء الماضى إلى 89 على الأقل. وبينما ردد مسلمو العالم تكبيرات العيد بصوت سعيد... كانت تكبيرات السوريين مصحوبة بنداء الخروج إلى المظاهرات عقب صلاة العيد ب«درعا وريف دمشق وحمص وإدلب»، وهو ما قابلته قوات الأمن والجيش بإطلاق النار ومحاصرة المساجد فى مختلف المحافظات السورية، وتحليق الطيران الحربى فى سماء سقبا بريف دمشق، وأسفرت عمليات الجيش والشبيحة عن مقتل 6 من المواطنين، بينهم 5 فى حمص فقط -بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان- وذلك حتى مثول الجريدة للطبع. على الجانب الآخر، قالت وكالة الأنباء الرسمية السورية إنه «تم إخلاء سبيل 553 من الموقوفين الذين تورطوا فى الأحداث التى تشهدها سوريا، ولم تتلطخ أياديهم بالدماء بمناسبة عيد الأضحى المبارك». أما المجلس الوطنى السورى، فقد وجه رئيسه برهان غليون، كلمة إلى شعب سوريا، أعلن خلالها عن رفض المجلس القاطع للحوار، وتقدمه بطلب إلى الأممالمتحدة والجامعة العربية لتوفير الحماية الدولية للشعب عبر اتخاذ قرارات ملزمة بإرسال مراقبين دوليين إلى سوريا، مؤكدا أن نظام الأسد فى طريقه إلى الانهيار لا محالة، وأنه سيتم اعتماد دستور جديد يراعى الأقليات ويفصل بين السلطات، كما دعا غليون -خلال كلمته- الجيش السورى إلى عدم إطلاق النار على المتظاهرين. وعلى الصعيد اليمنى، يستمر صالح فى مراوغته طويلة المدى، ليعلن مرة عاشرة عزمه على التنحى، فى إطار خطة نقل السلطة التى تقدمها المبادرة الخليجية، وذلك فى خطاب ألقاه أول من أمس، بمناسبة وقفة عيد الأضحى. من ناحية أخرى، أصدر مكتب اللواء على محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع، صباح أمس، بيانا جاء فيه إنه تم إحباط محاولة لاغتياله فى أثناء صلاة عيد الأضحى فى عملية كانت ستتم من قبل أشخاص جندتهم قيادات عليا فى النجدة والأمن القومى والحرس الجمهورى، وذلك فى ذات اليوم الذى شهدت فيه العاصمة صنعاء وصول المبعوثين الدولى والخليجى.