لماذا تراجعت «أصالة» عن موقفها الرافض للأسد حيث صرحت مؤخرا أنها لا تكره «بشار» ولهذا منعت تداول الأغنية التى سجلتها باسم «آه لو الكرسى بيحكى»؟! بعد أيام قليلة من هذا التصريح الذى أعلنته فى المؤتمر الصحفى للترويج لبرنامجها «صولا» عادت فى أكثر من جريدة وتراجعت عن التراجع حيث قالت أنها ستظل مؤيدة للثورة ولكنها لن تطرح الأغنية للناس وظلت على موقفها من «بشار» لا تهاجمه ولا تبايعه.. فقط تحبه!! من الممكن أن تلمح ضغوطا مورست على «أصالة» عندما أيدت الثورة فكانت هى النجمة السورية الكبيرة التى قالت لا للطاغية.. لا أحد من صالحه أن يحكى بالتفصيل عما جرى لا «أصالة» ولا الأجهزة التى هددت وتوعدت إلا أن ما يتبقى فى الأذهان هو الموقف المتردد لأصالة التى قررت أن تقف فى المرحلة الرمادية مؤيدة للثورة ولبشار. هل لم تستطع أصالة مجابهة الغضب السوري؟ لم يكن الأمر قاصرا فقط على الأجهزة عدد من الفنانين السوريون واللبنانيون هاجموا «أصالة» حيث أنه من المعروف أن قبضة النظام تمتد إلى لبنان.. كانت أشرس المهاجمات ابنة بلدها «رغدة» وجاءت كلماتها متجاوزة كل الحدود فى برنامج «طونى خليفة» الرمضانى «الشعب يريد».. لم ترد «أصالة» مباشرة ولكنها سخرت وقتها من موقف الفنانين المؤيدين لبشار واعتبرت أن ما نراه فى الإعلام السورى الرسمى مجرد تمثيليات والنجوم يؤدون أدوارهم إما خوفا بطش السلطة أو طمعا فى مكاسبها؟! الكل اتفق على تلك اللعبة المكشوفة وهى أن تقول نعم أنا مع الشارع ومطالبه ولكن فى نفس الوقت مع الاستقرار الذى أصبح فى المفهوم السورى يساوى بقاء «بشار» على الكرسى.. الوجه الآخر للانحياز لمطالب الشعب عند هؤلاء لا يعنى سوى الخضوع ل «بشار».. هل من الممكن أن تركب حصانين فى نفس الوقت؟ «بشار» قال أيضا إنه يقف مؤيدا ومباركا لمطالب شعبه وسوف يحققها مطلب مطلب فقط هو يريد من الشعب أن يحافظ على هيبة الرئيس وكرسى الرئيس.. «أصالة» أيضا تؤيد الثوار وتعلن عن حبها لبشار ولن تقترب من انتقاد الكرسى لا كلاما أو غناء!! هل تحب «أصالة» قاتل يسفك دماء مواطنيه؟ أقصى ما يمكن أن يسمح به النظام السورى للفنان هو أن يعلن أنه يريد لسوريا الخير والاستقرار ويترحم على الشهداء مع الأخذ فى الاعتبار أن الجيش والأمن والشبيحة التابعين للنظام يتلقون بين الحين والآخر طعنات وضربات ولهم أيضا ضحايا يصفونهم بالشهداء!! أغلب الفنانون السوريون تم تدجينهم منذ تولى «الأسد» الكبير ومن بعده الصغير.. تلك القوى الناعمة تحركها فى نهاية الأمر بوصلة مصالحهم.. النظام السورى كثيرا ما تدخل لإنقاذ المنتجين من بوار مسلسلاتهم وحدث أكثر من مرة أن صدرت أوامر رئاسية من النظام بشراء المسلسلات السورية التى لم يستطع منتجوها تسويقها.. كما أن السيطرة الأمنية على أنفاس السوريين تجعل الفنان مثل أى مواطن واقع تحت القهر يفكر ألف مرة قبل أن يعلن غضبه ضد النظام. الكل يعلم أن «الأسد» استند فى حكمه إلى نظام طائفى أمنى ولهذا عندما وقفت «أصالة» ضد «بشار» ولحنت أغنية «آه لو الكرسى بيحكي» كانت تنحاز للحق وكعادة الأنظمة لها أسلحتها فى السيطرة فتم احتواء «أصالة».. لا أصدق أن الفنانة التى وصفت فى بداية الثورة ما يجرى فى سوريا من محاولات لتبييض وجه النظام بأنه مجرد تمثيليات يؤديها عدد من النجوم تقول الآن بصوت عال إنها تحب «بشار».. لا أصدق أن من لحنت وغنت «آه لو الكرسى بيحكى» هى التى تقرر الآن أن تمنع أغنيتها وتتبرأ منها رغم أنها لأول مرة فى حياتها تمارس التلحين بعد إنفعالها بالكلمات ثم ترفع الآن شعار ممنوع الاقتراب من كرسى الرئيس.. لا أصدق أن تتراجع «أصالة» عن كل مواقفها وأن تقدم كل هذه التنازلات ثم بعد ذلك تتحدث عن الشعب والثورة وتعلن أنها لم ولن تتخلى عن الثورة!! فى المواقف المصيرية لا يجوز أن نمسك العصا من المنتصف ونصبغ آراءنا باللون الرمادى.. أصالة تحدت فى بداية الثورة «الأسد» والآن صارت تخشى زئيره وتُلمع له الكرسى؟!