فى حلقة جديدة من مسلسل دام لنظام أعلن صراحة عزمه قتل شعبه، استمرت قوات الأسد فى عمليات القتل بحق أحرار سوريا فى اليوم ذاته الذى أعلنت فيه الجامعة العربية قبول سوريا مبادرتها المقترحة لحل الأزمة، التى قضت بإنهاء العنف وإجراء الحوار مع المعارضة، حيث واصلت قوات الأسد وشبيحته علمياتها الدامية موقعة 34 شهيداً أول من أمس. كما واصلت قصفها الوحشى وفتحت الدبابات نيران أسلحتها الثقيلة على أحياء سكنية بحمص، مما ينذر باستغلال الأسد المبادرة كمهلة تمكنه من استمرار قتل السوريين ووأد ثورتهم. تباينت ردود الأفعال بين مرحب ورافض للمبادرة العربية وقبول النظام السورى لها، فقد أعلن الجيش السورى الحر التزامه بالمبادرة ما دام التزم بها النظام. بينما رفضتها المعارضة السورية وتخوفت من أن توفر للأسد مهلة جديدة يستخدمها للمراوغة واستمرار القتل، وقد طالب المجلس الوطنى السورى بتجميد عضوية سوريا التى ردت على المبادرة بتصعيد القمع. وفى حين رحبت معارضة الداخل السورية بالمبادرة، خرج السوريون فى المظاهرات الليلية المطالبة بإسقاط النظام، وجاء ردهم على تصعيد الأسد للقمع بالخروج اليوم فى جمعة «الله أكبر على من طغى وتكبر». وعلى الصعيد الدولى، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، لوقف قتل المدنيين، بينما تحفظت إدارة أوباما بشأن ما إذا كانت دمشق ستلتزم بخطة الجامعة العربية، وكررت دعوة الأسد إلى التنحى. وفى تصريحات ل«التحرير»، أعربت الكاتبة والشاعرة السورية المعارضة لينا الطيبى، عن أملها فى أن يتم التوصل إلى حل دبلوماسى للأزمة السورية، وأن يلتزم الأسد بجميع بنود المبادرة العربية، وأن لا يلجأ إلى أى سيناريوهات وصفتها ب«الملتوية»، بأن تعيد أعمال العنف من خلال تحويل مسار الصراع إلى الطائفية عن طريق قتل «علويين أو مسيحيين» مثلا أو أن تزعم عودة العصابات المسلحة. لكنها أشارت إلى أن هذا كله يتوقف على رد الشارع، وأن يقبل تلك المبادرة، فهى لا يمكنها قبول أو رفض أى شىء، وهى موجودة هنا فى القاهرة آمنة على حياتها وليست فى مجال الخطر كباقى الشعب السورى، الذى يعيش ما وصفته ب«الرعب اليومى»، ثم اختتمت بأنه إذا ما التزم «ابن الأسد» بكل بنود الاتفاق، وأدخل الإعلام وفتح الطريق أمام المتظاهرين، فإن هذا قد يوقف حمام الدم الذى راح ضحيته آلاف المتظاهرين السلميين.