شخصية مثيرة للجدل. دائما يتسم بالحدة، والجرأة فى المواجهة أحيانا. إنه الداعية وجدى غنيم أحد قادة الإخوان بالإسكندرية والقريب من دعاة السلفية. غنيم الذى خرج من مصر قبل 14 عاما بعد حملات من الاعتقال لانتقاده الدائم للنظام السابق ثم حكم عليه عسكريا فيما يعرف بقضية التنظيم الدولى للإخوان العام الماضى ب5 سنوات. وعلى الرغم من جمع أكثر من 500 ألف توقيع تطالب بالعفو عنه، فإن غنيم أرجأ فكرة الرجوع وقال ل«التحرير» خلال حوار أجرى معه عبر شبكة الإنترنت حيث يقيم الآن فى قطر، إنه فضل عدم وضع المجلس العسكرى فى موقف محرج فى حالة رجوعه. فى الوقت ذاته طالب المجلس العسكرى بالانصياع لمطالب الثورة ب«تطبيق شرع الله» وأن لا يسعى لإفشال الثورة، ناصحا بالآية القرآنية «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم». حدة غنيم وجرأته يحضران معا، خلال الحوار، فيرفض الدولة المدنية ويرى أن مظاهرة المطالبة بالشريعة خير رد على تلك المطالبات، ثم يطلق حكمه سريعا «من لا يريد تطبيق الإسلام يصبح كافرا». الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فى عُرف الداعية الإخوانى، خائن لله ولرسوله بعد أكثر من 850 شهيدا وأكثر من خمسة آلاف جريح ومصاب بعاهات، مستنكرا التعاطف مع مبارك، ويقسم أن هؤلاء الذين ملؤوا ميدان روكسى ومصطفى محمود بشعار «أنا آسف يا ريس» لم يجربوا فقدان ذويهم، قائلا «لا ميت لهم ولا مجروح لهم»، مشيرا إلى أن الوحيد الذى يملك الحق فى العفو هو ولى الدم ولا أحد غيره. ويعلق «اللى قاعد يقولك معلهش وخلاص.. مش حاسس بأهالى الشهدا.. ده قصاص يا ناس وربنا بيقول (ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون)». غنيم أوضح أنه تضرع لله بالدعاء على المخلوع خصوصا بعدما حاصر مليونا ونصف المليون من أهالى غزة ومنع عنهم المساعدات الخارجية التى توقفت عند العريش ولم تصلهم حتى الآن بسبب تحطيم النظام للأنفاق، وبسبب الجدار الفولاذى. يصمت غنيم لحظة ثم ينطلق: لا بد من القصاص.. يتعلق من رجله فى ميدان التحرير واللى عايز يبوسه يبوسه واللى عايز يديله بالجزمة يديله.. ده اعتبرنا صراصير ولا بد أن يقام عليه الحد». «الحكام لما بيغلطوا، الكل بيعرف جريمتهم، من أول القاضى لغاية الزبال فى الشارع عارفين عمل إيه»، هكذا رفض غنيم محاكمة النظام السابق قانونيا وفضل محاكمته شعبيا، مستشهدا بما حدث فى رومانيا لشاوشيسكو وزوجته، عندما تم إعدامهما رميا بالرصاص وكذلك موسيلينى الذى تم شنقه بالمقلوب. غنيم كان أجرأ من كل الإسلاميين، حتى الذين شاركوا فى الثورة، فيرى أن ثورة 25 يناير إسلامية، مؤكدا أن المسلم لا يشترط انتماؤه إلى أى جماعة، ردا على من يقول إن الثورة ليست «إخوانية» أو «سلفية». واستنكر قائلا: هو يعنى المسلم اللى فى مصر ميبقاش مسلم إلا لما يكون إخوانجى أو سلفى. مستدلا على إسلامية الثورة بهتاف معركة الجمل «لسنا سواء.. قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار»، وبأن الإخوان وباقى الإسلاميين دافعوا عنها، مشيرا إلى أنه يؤيد الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل رئيسا للجمهورية لأن «مصر فى أشد الحاجة إلى تطبيق الشريعة الإسلامية، واصفا إياه بابن فارس الشريعة الإسلامية»، لكنه يستدرك بأن الحدود لن تأتى إلا بعد الشبع ورد الحقوق. وتطرق الشيخ إلى الفرق بين الشورى والديمقراطية قائلا «الشورى ربانية من عند الله فلا تقبل زيادة ولا نقصانا ولا تعديلا، لكن الديمقراطية كفر والأسس بتاعتها كفر»، وأضاف «أتحدى لو واحد يجيبلى شىء فى الديمقراطية مش موجود فى الشورى»، محددا أن معنى الديمقراطية يختلف عن الشورى، فالديمقراطية تعنى حكم الشعب بالشعب للشعب ولكن الشورى هى حكم الله بالشعب للشعب، كما أن الشورى تكون فيما لا نص فيه. وطالب غنيم برحيل شيخ الأزهر والمفتى، معتبرا أنهما من بقايا النظام وأيدا مبارك بسكوتهما عن قول الحق فى مظالمه.