انتهت «موقعة» انتخابات الصحفيين، مساء أمس، بانتصار الصحفيين وهزيمة الإخوان، فى أول انتخابات لهم عقب الثورة، فعلى الرغم من أن جماعة الإخوان المسلمين لأول مرة تعلن فى نقابة الصحفيين عن قائمة انتخابية تضم خمسة أسماء هم: «قطب العربى، وهانى صلاح الدين، ومحمد عبد القدوس، وهانى مكاوى، وخالد بركات»، فضلا عن بعض الأشخاص المنتمين إلى الإخوان دون إعلانهم على رأس القائمة مثل هشام الهلالى، لكن كانت المفاجأة خسارة جميع الأسماء المحسوبة على الجماعة الدينية. خسر الإخوان الرهان فى انتخابات الصحفيين، فخلاف محمد عبد القدوس، المعروف بنشاطه النقابى، ويحظى بمحبة كبار وشباب الصحفيين، الذى أعلن أنه لا يرشح نفسه بصفته إخوانيا، فلم يفز أحد من الإخوان فى مجلس النقابة، حتى منصب النقيب الذى ذهب إلى ممدوح الولى المحسوب على الجماعة، وينتمى إلى مؤسسة الأهرام العريقة، ذات الكثافة التصويتية، فقد جاء التصويت له بشكل قبلى ومؤسسى من الأهرام التى وقفت خلفه، لا عن طريق صحفيى الجماعة، كما أن البعض يتحدث عن أن هناك أشياء أخرى تدور فى الكواليس، مثل اتفاق تم بين الولى ومجموعة إبراهيم نافع، بحيث تصوت مجموعة رئيس تحرير الأهرام الأسبق للولى، مقابل أن يحافظ نافع على مقعده فى رئاسة اتحاد الصحفيين العرب، علما بأن هذا المنصب يشغله نقيب الصحفيين أو من يرشحه بدلا منه. الانتخابات لم تغير كثيرا فى مجلس النقابة الجديد، حيث حافظت على 50 فى المئة من الوجوه التقليدية، والتى لم تقدم شيئا، بل كان دورها منتقدا، وعلى رأسهم حاتم زكريا، وهانى عمارة، وجمال عبد الرحيم، كما استمرت بعض الوجوه التى قدمت نشاطا محمودا فى مجال التدريب وهى عبير سعدى، والزميل جمال فهمى صاحب النشاط المشهود فى النقابة، كما وصل إلى مقاعد المجلس الزميل كارم محمود، النقابى السابق، والمعروف بنشاطه وإنجازاته فى العمل النقابى. اللجنة المشرفة على الانتخابات أعلنت النتيجة النهائية لمجلس النقابة فى الرابعة والنصف من فجر أمس، بعدما انتهت عملية فرز الأصوات التى استمرت أكثر من ثمانى ساعات، تفجرت خلالها مفاجأة، وهى فوز جميع أعضاء مجلس النقابة السابق الذين ترشحوا للمجلس الحالى. عضوية مجلس النقابة لمقاعد فوق 15 سنة فاز بها بالترتيب الزملاء: محمد عبد القدوس ب1365 صوتا، والزميل كارم محمود نائب رئيس تحرير جريدة «التحرير» ب 1124 صوتا، وجمال عبد الرحيم ب1008 أصوات، وعلاء العطار ب798 صوتا، وحاتم زكريا ب786 صوتا، وإبراهيم أبو كيلة ب663 صوتا. أما مقاعد تحت 15 سنة، ففاز بها كل من عبير سعدى ب1659 صوتا محققة أعلى الأصوات، وأسامة داوود ب872 صوتا، وجمال فهمى ب784 صوتا، وخالد ميرى ب733 صوتا، وهانى عمارة ب681 صوتا، وهشام يونس ب665 صوتا، ليسدل الستار على الانتخابات التى كان القضاء أوقفها. اللجنة المشرفة على الانتخابات كانت قد أعلنت أن عدد من أدلوا بأصواتهم بالانتخابات وصل إلى 3101 صحفى من 6050 هم إجمالى أعضاء الجمعية العمومية، كانت الأصوات الصحيحة منهم 2824 والباطلة 277 صوتا، فيما استبعدت اللجنة الصندوق رقم 2 من الفرز، بعدما خالف عدد أصواته عدد الموقعين فى الكشوف، وذلك حفاظا على نزاهة الانتخابات. من جهة أخرى أصدرت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان تقريرا، وصفت فيه تمديد موعد تسجيل أعضاء الجمعية العمومية للنقابة بأنه مخالف للقانون، حيث كان من المفترض أن يغلق باب التسجيل الساعة الثانية، ولكن تم تمديد الموعد حتى الرابعة عصرا، وذلك لعدم اكتمال النصاب القانونى، ما كان يوجب تأجيل الانتخابات لمدة أسبوعين آخرين.