لا شك أن فانلة الزمالك شيك وجميلة وباهرة، ويمكن أن تفوز فى مسابقة أشيك فانلة فى الدورى، وإذا تركنا لمصممى الأزياء العنان ففى كل موسم سيبدعون فانلة جديدة وتصميما أجمل وأروع، ولكن يبقى السؤال المهم: مَن تمثل هذه الفانلة؟ تليفونات بنى سويف أم الداخلية الوافدين الجديدين على الدورى؟ الفانلة تحمل هوية النادى الذى تمثله، وقد استقر فى أذهان الناس والرأى العام أن هوية الزمالك تتجسد فى أمرين: اللون الأبيض وخطين أحمرين بالعرض، أما اللون الأبيض فهو متاح لجميع الفرق ولا تستطيع أن تحجر على استخدامه، فالشرطة زيها الأساسى أبيض والمصرى فانلته البديلة بيضاء، من ثم يبقى الخطان الأحمران بالعرض هما اللذين يحملان هوية فانلة الزمالك عبر تاريخه، والتمسك بهما ليس من قبيل العند أو التفاؤل والتشاؤم، بل هما الرمز والشعار والهوية المستقَر عليها فى أذهان الجماهير، ولو تركنا العنان لمصممى الأزياء الرياضية أن يعبثوا بالفانلة على هذا النحو فإن هوية الزمالك ستضيع، وهى قد ضاعت فى ظل عبث مجالس إدارات متعاقبة معينة ومنتخبة أخذ كل منها الفانلة وسيلة يؤرخ بها لوجوده فى المجلس، فالجمال والشياكة والإبهار ليس لها معنى لأنها تأتى على حساب علامة تجارية وجماهيرية ومعنوية، فالتغير المستمر بهذا الشكل يعنى فى مضمونه غياب الرؤية واهتزاز الهوية وانهيار المؤسسية. أما الزى الاحتياطى فهو الآخر لون بنفسجى جميل ولكن الأندية المحترمة والكبيرة لو تركت نفسها لموضة الألوان كل موسم لما عرفت بعضها من بعض، فاللون هنا يعبّر عن هوية وعلامة يُعرف بها الفريق، وعلى ما أظن فإن الزمالك فى المواسم الثلاثة الأخيرة ارتدى ثلاثة ألوان احتياطية: أخضر ثم رماديا وأخيرا بنفسجيا، وفى المواسم القادمة قد يرتدى الفوشيا والوردى والأصفر المفرفش والأخضر المدندش، فالإدارة فشلت فى إسعاد جماهيرها بالبطولات فقررت أن تدلعها بالألون الشفتشى.. يا دلعك يا زمالك. أرجو أن تشاركونى ظنى السيئ، وكما تعلمون ليس كل الظن إثما، بل قد يكون الظن من حسن الفطن، فالكابتن سمير زاهر شهر سيفه وسلط ألسنته على الأهلى والأندية المصرية التى تطالب بحقها فى وضع رعاتها فى المؤتمرات الصحفية للمباريات التى تلعبها على أرضها، ودافع باستماتة عن حقوق الاتحاد المزعومة ويطالب بحصة من الملايين التى تجنيها الأندية من بيع حقوقها، وهو أمر قد أفهمه من رجل نزيه يحافظ على حقوق المؤسسة التى يرأسها، ولكن هذا لا ينطبق جملة وتفصيلا على الكابتن سمير، ولا يمكن أن أصدق -إلا إذا عدت طفلا ووضعت الباڤيتا على صدرى- أن من يقاتل الآن على شوية فلوس فكة هو نفسه وبذاته وبشخصه وبكامل إرادته ومع سبق الإصرار والترصد الذى قام بإلغاء مزايدة بيع حقوق الاتحاد مقابل 200 مليون جنيه عرضتها «وكالة صوت القاهرة» الحكومية، ليبيعها بعد ذلك ب53 مليون جنيه لوكالة الطفل المعجزة عمرو عفيفى، فلو أن زاهر كما يدّعى الآن يسعى خلف مصلحة الاتحاد فلماذا ترك العرض الأكبر والأضخم (الذى يجرى التحقيق بشأنه من قِبل قاضى تحقيقات عينته وزارة العدل) ووافق على بيع السبوبة لعفيفى تحديدا خصوصا أن هذا الشخص لديه سجل مخالفات مالية ضخمة داخل الاتحاد وسجل أضخم خارجه؟ إن الإجابة عن هذا السؤال ستكشف لنا لماذا يقاتل زاهر ويقف أمام القطار الأهلاوى والأندية من أجل عيون عفيفى! ووسط هذه المشكلة التى تجسد المعنى الحقيقى لتضارب المصالح قبل أن تكون تضارب حقوق، أبدعت إدارة نادى حرس الحدود حلا يرضى جميع الأطراف بأن أقامت منصتين للمؤتمر الصحفى، الأولى للوكالة صاحبة حقوق النادى، والثانية لوكالة اتحاد الكرة.