استعدادات أمنية مكثفة فى معبر طابا على الحدود بين مصر وإسرائيل، استعدادا لإتمام صفقة تبادل 25 سجينا مصريا فى قبضة تل أبيب، بالجاسوس الإسرائيلى، الذى يحمل الجنسية الأمريكية أيضا، إيلان جرابل. وانتهت جلسة الحكومة الإسرائيلية التى انعقدت أمس بالتصديق على صفقة الإفراج عن السجناء المصريين ال25، مقابل جرابل. وكانت «التحرير» قد انفردت فى عددها الصادر، فى 20 أكتوبر الحالى، بتفاصيل الصفقة، وبالإشارة إلى إتمامها، بشكل سرى، ومن دون إعلان، مثلما تم فى صفقة الأسرى الفلسطينيين، والجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط. وبحسب مصادر أمنية، فى سيناء، فمن المنتظر أن ينقل إيلان من القاهرة إلى طابا اليوم، تحت حراسة قوات مشتركة من الجيش والشرطة، بينما ينقل السجناء المصريون، إلى المعبر برا داخل حافلة إسرائيلية، حيث سيسلمون إلى السلطات المصرية. من جانب آخر، أرجعت المصادر الأمنية، رغبة مصر فى إتمام الصفقة، بشكل سرى، لاعتزمها استجواب المفرج عنهم، قبل تسليمهم إلى ذويهم، بينما أبدى رئيس اللجنة المصرية لإطلاق سراح السجناء المصريين فى إسرائيل محمود سعيد لطفى، موافقة القاهرة على الصفقة، بالشكل الذى أعلن عنه، خصوصا أن معظم هؤلاء السجناء «تم اختطافهم من داخل الأراضى المصرية، نتيجة وقوع مساكنهم بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وسيرهم قرب الأسلاك الشائكة أمر طبيعى»، على حد قوله. فى سياق مختلف، نشرت أمس، صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية صورة لإيلان جرابل مبتسما وسعيدا، بينما كان يتوسط كلا من يتسحاق مولخو مبعوث بنيامين نتنياهو رئيس حكومة تل أبيب، والنائب فى الكنيست حسون يسرائيل. من جانبه، قال حسون لوسائل الإعلام العبرية إنه قام بزيارة جرابل فى زنزانته التى يقبع بها، وإن حالته جيدة، مشيدا برئيس وزرائه نتنياهو ودوره فى القضية، موضحا أن تل أبيب لن تتخلى أو تهمل عودة ترابين الذى اعتقلته القاهرة وحكمت عليه بالسجن منذ أكثر من 10 سنوات بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، لكن موقع «نيوز» الإخبارى الإسرائيلى قال أمس إن القاهرة رفضت الإفراج عن الأخير ضمن الإفراج عن جرابل. زيارة حسون ومولخو للقاهرة ليست الأولى من نوعها كما أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، موضحة فى تقرير لها أمس أن الاثنين قاما بزيارة مصر عدة مرات مؤخرا للتفاوض مع المصريين على الإفراج عن جرابل، موضحة أن الأمر تم بوساطة وضغط أمريكى. الصحيفة قالت إن «الوحدة» هى الأمر الفظيع الذى يعانى منه جرابل بمعتقله فى مصر، مشيرة إلى أنه أبلغ حسون ومولخو بأنه بخير لكن أصعب ما يمر به هو الشعور بالوحدة.