الثأر عادة قبلية عربية، يعرفها جيدا أبناء الصحراء، والطبيعة الجافة، حيث القانون السائد هو «العُرف». مقتل «مجنون ليبيا»، معمر القذافى أمس، طرح تساؤلا مهما جدا، وهو «هل يفتح مقتله باب الثأر بين قبيلة القذاذفة، التى ينتمى إليها معمر، وبقية القبائل الليبية؟». التساؤل لم ينفه أو يؤكده الخبراء السياسيون فى الشؤون العربية. الاحتمالات تبقى واردة على أى حال. فالقذاذفة أنفسهم منقسمون، ربما كان بقاء القذافى حيا نذيرا باشتعال فتيل أزمة مسلحة داخل القبيلة نفسها. خبير الشؤون العربية فى مركز «الأهرام للدراسات»، الدكتور أحمد كامل، قال ل«التحرير» إن موقف قبيلة القذافى من مقتله ليس موقفا موحدا، لأنه من فرع ضعيف داخلها، وموقفهم منه منذ بداية الثورة، منقسم بين مؤيد ومعارض، إلا أنهم أعلنوا فى النهاية أنهم ضد الحرب الأهلية، معترفين بأن ما حدث فى ليبيا هو ثورة شعبية، لكنها كانت بحاجة إلى ضمانات كى يقدم القذافى إلى محاكمة عادلة فى حال القبض عليه حيا. رئيس المؤتمر الناصرى العام، صلاح الدسوقى، قلل من خطورة حدوث صراع قبلى فى ليبيا، خصوصا أن هناك انقسامات كبيرة داخل قبيلة القذاذفة نفسها، كما أن هناك خلافات بالأساس بين معمر وكثير من أبناء قبيلته. ويرى الدسوقى أن الخطر الأكبر يكمن فى الخلافات السياسية بين أجنحة السلطة الحالية، حيث إن الإسلاميين لديهم تطلعات فى السيطرة على السلطة، والدليل على ذلك ما قاله رئيس المجلس الانتقالى مصطفى عبد الجليل، قبل ذلك من أنه سيستقيل لو حاول البعض الاستئثار بالسلطة. مشيرا إلى أن الصراع على السلطة بين الإسلاميين والتيارات الوطنية والمستقلة قد يكون صراعا مسلحا لأن جميعهم مسلحون، وقد كان واضحا إمكانية حسم الصراع بالسلاح فى مقتل عبد الفتاح يونس وزير دفاع الثورة نائب مدير مركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، حسن أبو طالب، أضاف أن ليبيا الآن مفتوحة على كل الاحتمالات، فالجميع كان متضررا بدرجات مختلفة من النظام السابق، مشيرا إلى أن الجميع فى حالة من حالات الشعور بأن ماحدث إنجاز، مقترحا بأن يتم منع السلاح، لافتا إلى أن بعض القبائل ستحاول أن تحمل قبيلة القذاذفة مسؤولية ما حدث من النظام السابق، إلا أن هذا لن يكون أمرا حكيما على الإطلاق، وذلك لأن جميع القبائل ارتضت بحكم القذافى 40 عاما.