«حب الذات، والسيطرة، والغطرسة، والافتخار بالذات» صفات جمعها الرئيس الليبى معمر القذافى فى شخصيته، للدرجة التى جعلته يتقمص ويتخيل كونه أشبه ب«الإله».. هذا ما أكده أساتذة الطب النفسى ل«التحرير»، تعليقا على مقتل العقيد معمر القذافى بعد فترات طويلة من القتال المستميت ضد شعبه. موضحين أن تلك الشخصية غير المتزنة تولدت لديها صفات كالجبروت والاستعراض والتنزه، مما جعلها تتحول إلى الجنون والاستمرار فى القتال حتى النفس الأخير، مشيرين إلى أن مشاعر الفرحة بمقتل الطاغية طبيعية. أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس ورئيس الجمعية العالمية للطب النفسى الدكتور أحمد عكاشة، أكد أن فرحة المصريين والشعوب العربية بمقتل الرئيس الليبى معمر القذافى ترجع إلى كونه شخصية معقدة نفسيا غير سوية، لما لديه من العظمة والغطرسة وحب النفس، لدرجة وصلت إلى حد الضلال، واعتبار نفسه شخصية منزهة ومبعوث العناية الإلهية. عكاشة أضاف ل«لتحرير» قائلا إن القذافى نصب نفسه شخصا غير قابل للمساءلة والنقد من خالق الكون رب العالمين والتاريخ، مستدلا على ذلك بأقواله المثيرة للشعب الليبى «يا جرذان»، مما أنساه أن الشعب الذى يسبه هو شعبه الذى يحكمه، فتولد لديه شعور بالافتخار الذاتى وعدم التنازل عن منصبه كرئيس للدولة. مشيرا إلى أن تلك الشخصية لها دلالات فى الطب النفسى، فحب الذات لدرجة الجنون، جعله تتولد لديه قدرة على القتل حتى النهاية، وغالبا ما تموت تلك الشخصيات سواء بالقتل أو الانتحار. وأشار أستاذ الطب النفسى إلى أن استبداديته وعظمة نفسه وكرهه لشعبه وتمسكه بكرسيه، حوله إلى طاغية يقتل شعبه ويبيد من حوله من أجل عدم الإطاحة به، كأن ليبيا أصبحت عزبة خاصة لديه، مما ولد لدى كثيرين فرحة عارمة بإزالة تلك «الغمة». أستاذة علم النفس بجامعة عين شمس الدكتورة أمينة كاظم، أوضحت أن مقتل الطاغية معمر القذافى، لم يولد إلا الفرحة لدى كثير، مشيرة إلى أن دلالات الطب النفسى تؤكد أن مقتل تلك الشخصية المثيرة للجدل، التى لديها قدرة على التحول والإطاحة بكل شىء من أجل مصالحها، حولها إلى شخصية غير متزنة. موضحة أنه يمتلك من المقومات ما يجعله خارج إطار الشخص العقلانى، حيث يمتلك من العناد وإحساس العظمة والجنون، كثيرا، مما جعله يقاتل حتى النهاية، قائلة «افترى كثيرا على شعبه وبلده وقتل منهم كثيرا، فكان جزاء ذلك هو مصيره الحالى». الدكتور فتحى السيسى وكيل المعهد العالى للصحة النفسية ببورسعيد، قال إن الفرحة الغامرة بين العواصم العربية وداخل الأوساط الليبية بمقتل العقيد الراحل نتاج طبيعى لظلم وديكتاتورية القذافى، مضيفا: لا أحد يأسف على رحيل طاغية غير عاقل لم يكن يحكم بعقل أو منطق، معللا مقاتلة القذافى حتى الرمق الأخير بأنه ليس من السهل على من اعتلى كرسى الحكم لمدة 42 عاما أن يتركه دون أن يقاتل حتى النفس الأخير. مضيفا أن الرئيس الراحل لمصر حسنى مبارك كان سيلقى نفس المصير لو لم يكن له بقية من عقل تجعله يستسلم ويسلم السلطة، عملا بالقول «بيدى لا بيدى عمرو»، لافتا إلى أن نهاية القذافى ومبارك رسالة لكل حكام العرب بأنه مهما طال ظلمهم وتجبرهم فالنهاية ستكون مأساوية.