حزب النور وحزب الأصالة أشقاء فى المنهج والمرجعية، والمؤتمرات الانتخابية أيضا. حزب النور أراد أن يحشد آلافا فى مؤتمره الثانى، فى منطقة الطالبية أول من أمس، فاستعان بالشقيق «الأصالة». تناثرت الأقاويل حول عدم وجود حزب النور فى القاهرة، وقد تكون الاستعانة بحسان وإسماعيل، تأكيدا لهذه الأقاويل. الفكرة نجحت فى حشد أكثر من عشرة آلاف، أكثرهم من ذوى اللحى والجلابيب. الداعية السلفى الأشهر، الشيخ محمد حسان، وصف مصر ب«قلب الأمة الإسلامية النابض الذى يمنح الحياة لكل الشعوب العربية»، محذرا من الاستسلام للمؤامرات الخارجية، مشددا على أن هذه المؤامرات من شأنها إشاعة الفوضى فى البلاد، مضيفا «أعداء الوطن يحاولون إشعال الفتنة الطائفية حتى تعيش مصر فى أزمات متتالية». حسان حذّر المجتمع من دعاة التحريض والفتن، وقال «كفانا نفاقا لأن الأزمة تستلزم وضوحا ومصارحة من الجانبين، ولن تُحَلّ بوضع الصليب بجوار الهلال، ومصافحة القساوسة للمشايخ، لا بد أن يُخرِج كل شخص ما بداخله من آلام حتى نصل إلى حلول». الشيخ السلفى تطرق إلى موضوعات أخرى فى كلمته، فقال مثلا «لا يجوز للمسؤولين أن يرضخوا للمطالب الفئوية حتى لا تضيع هيبة الدولة»، وقال أيضا «لا يجوز لمسلم أو مسيحى عاقل أن يتطاول على الجيش، لأنه الدرع الحامية لهذا الوطن»، داعيا فى الوقت ذاته الأحزاب السياسية إلى نبذ الفرقة وتوحيد الصف، والعمل على نصرة الدين. ووجه رسالة إلى تلك الأحزاب قائلا «لن تُكتب لكم النجاة إلا إذا تجردتم لله»، ناصحا إياهم بأن لا تشغلهم السياسة عن ثوابت الإسلام. نائب رئيس حزب الأصالة، ممدوح إسماعيل، كان له دور فى الكلام، فهو يرى أن مصر تعيش فى مفترق طرق، قائلا «إما أن تظهر هويتها الإسلامية، وإما أن تعود إلى العلمانية والليبرالية وتظل تابعة للأمريكان». إسماعيل لفت إلى ضرورة الوفاء للدين الإسلامى لمقاومة أعداء الحق، مشددًا على أن انقسام التيارات الإسلامية يهدد بالفوضى وضياع الهوية. الرجل ناشد الشعب المصرى التدقيق فى الانتخابات القادمة، واختيار الرجال الصالحين والأمناء، ممن لديهم القدرة على الخروج بالأمة إلى النور، وتحرير البلاد من التبعية لإسرائيل، والاستغناء عن الدستور الغربى. واختتم رئيس حزب النور، عماد الدين عبد الغفور، الحديث بقوله إن «مصر ستحكم العالم بأسره بعد بضعة أشهر». عبد الغفور لم يفُته بالتأكيد الحديث عن الانتخابات، وأشار إلى أن حزبه ينتوى الترشح على ثلثى مقاعد مجلس الشعب، وترك الثلث الباقى لبقية الأحزاب، متمنيا عزل رموز الحزب الوطنى «المنحل»، بشكل شعبى دون الرجوع إلى قوانين.