أحداث ماسبيرو، كانت الأعنف منذ الإطاحة بنظام مبارك السابق، شككت فى نيات المجلس العسكرى، وألمحت إلى اتباعه نفس نهج النظام السابق، الذى كان يلجأ إلى إثارة الفتنة الطائفية، من أجل مصالحه الخاصة. اعتصامات الأقباط أمام ماسبيرو، بدأت سلمية وانتهت دموية، راح ضحيتها نحو 25 شخصا، بينهم الشاب مينا دانيال. فى حوار أجرته مع عائلة مينا، شبهت صحيفة «تليجراف البريطانية» شهيد ماسبيرو ب«رمز الضغوط المتزايدة، داخل دولة يائسة غير قادرة على إكمال التحول إلى الديمقراطية». وتابعت «بمشاركته فى الثورة المصرية، التى أطاحت بالرئيس السابق مبارك، بأغانيه التى تدعو إلى الوحدة الوطنية، وبالرصاصات التى اخترقت جسده فى أثناء اشتباكات مع قوات الأمن، وبلحيته وشعره الطويل، المظهر الذى جعله يبدو مثل تشى جيفارا، أثبت مينا ذو ال20 عاما أنه شخصية ثورية حقا». «مينا كان شابا صالحا، كل ما حلم به أن تصبح مصر مثل أوروبا، بحيث لا يضطر الشباب المصرى إلى السفر إلى الخارج لتحقيق أحلامهم». هذا ما قالته مارى، أخت مينا، فى حوار لها مع «تليجراف». مارى كانت ضمن المشاركين فى مظاهرة ماسبيرو الأخيرة. وقالت للصحيفة إنهم كانوا سلميين إلى أن تمت مهاجمتهم، أولا بالحجارة، ثم بالمدرعات التى كانت تدهس المتظاهرين. وتابعت «حاولنا الهرب، لكن تتبعنا البلطجية بالسكاكين، وهم يصيحون: أنتم المسيحيون، أنتم الكفار، هذه دولة إسلامية». الصحيفة البريطانية علقت بقولها إن الجيش المصرى «كان بطل الشعب، وقت الثورة المصرية، حيث رفض إطلاق النار على متظاهرى التحرير. لكن الآن الشعب المصرى، مسلمين وأقباطا، يرون أن الجيش مجرد شبيه لنظام مبارك، غير ديمقراطى بالفطرة، ومتعصب ضد المظاهرات، ومتردد فى تلبية الالتماسات بتسليم السلطة إلى حكومة مدنية منتخبة». والدة مينا، حسب حوارها مع «تليجراف»، ترى أن الحكومة العسكرية لم تعد صديقة الشعب كالسابق، وبالنسبة لها هم يخلقون حربا أهلية بين الأقباط والمسلمين ليستخدموها كعذر للبقاء فى السلطة.