بدت مظاهرات اليوم جزءا من فيلم سينمائى يدور حول المواجهات بين الشعب والظلاميين. العشرات من النشطاء تجمعوا، أمس، أمام جامع الأزهر لتنظيم مسيرة «لم الشمل» التى دعا إليها عدد من صفحات «فيسبوك» لتأكيد التلاحم بين الشعب بمسلميه ومسيحييه. عقب صلاة الجمعة هتف المتظاهرون «مسلم ومسيحى إيد واحدة»، وفى أثناء توجه المسيرة فى طريقها، من الأزهر إلى العباسية اعترضها عدد من أهالى المنطقة وشباب السلفيين، وقاموا برشقها بالحجارة، فهتف المتظاهرون «مسلم ومسيحى كلنا مصريين إيد واحدة»، ورد عليهم السلفيون بهتاف «الجيش والشعب إيد واحدة»، وبدا أن معركة ستنشب بعد أن غيّر المتظاهرون هتافهم «الشعب يريد إسقاط المشير»، وبالفعل بدأ الجانبان فى تبادل السباب والشتائم. هدأت الأوضاع نسبيا، واتجهت المسيرة من شارع الأزهر إلى شارع المنصورية، وبدأت الأعداد تتزايد وقام منظمو المسيرة بحثّ المتظاهرين على السير فوق الرصيف، للسماح للسيارات بالعبور. أما خطيب مسجد القائد إبراهيم، الشيخ أحمد المحلاوى، لتصب مزيدا من الزيت على النار، حيث اعترض على المطالبة بإصدار قانون دور العبادة الموحد، وناشد المجلس العسكرى عدم الاستجابة إليها، متسائلا «هل يستوى 90 مليونا بأقلية نصارى؟»، وطالبه أيضا بضرورة الانصياع لمطالب الشعب والإفراج عن المعتقلين السياسيين. خطبة المحلاوى تضمنت تحذيرا من التلويح بالاستنجاد بالولايات المتحدة، وقال «أيها النصارى أفيقوا، لن تنفعكم أمريكا، كما لم تستطع حماية مبارك من قبل»، موضحا أن المسلمين قادرون على حماية الأقليات فى مصر. كما اعترض على هتافات «ارفع رأسك فوق أنت قبطى»، مشيرا إلى أنه شعار غير صحيح إذا اقتصر على النصارى فقط، لأن الأقباط هم سكان مصر و«هم ليسوا أحق منا بذلك اللقب». أما الشيخ محمد حسين يعقوب فقد تجاهل الحديث عن أحداث ماسبيرو فى أثناء خطبته بمسجد الفتح فى الإسكندرية وجاءت خطبته كلها عن مشاهد يوم القيامة. «الله بيجندهم وإحنا الأمهات نتحمل الألم وليس أمامنا سوى أن نصبر بعضنا». بهذه الكلمات بدأت والدة الشهيد خالد سعيد، حديثها بعد زيارتها نادية فلتس بشارة، والدة مينا دانيال. وأضافت أنها فقط ذهبت لتواسى أم مينا. بشارة قالت: «أنا عايشة طول عمرى بعيد عن الصعيد». من ناحية أخرى استمرت المسيرات والاحتجاجات المنددة بحادثة ماسبيرو، حيث تظاهر مساء أول من أمس عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والنشطاء، التفوا حول علم مصر، الذى زينه الهلال والصليب، واحتجوا على تغطية التليفزيون لأحداث ماسبيرو. بعد مرور أكثر من ساعتين على وقوف المتظاهرين أمام ماسبيرو، عرج المتظاهرون السلميون، بهتافاتهم، التى دفعت عددا كبيرا من المواطنين للانضمام إليها، إلى ميدان طلعت حرب، مع حلول الساعة الثامنة من مساء أمس، حيث تحولت المسيرة إلى وقفة صامتة.