غدا بمجرد أن ينطلق مدفع الإفطار سوف تبدأ المعركة الحقيقية للمقاطعة الفنية، عبر ما تبثه شاشات الفضائيات!! النجوم السوريون احتلوا القسط الأكبر من المساحة، لأن أغلبهم ناصبوا الثورة السورية العداء وراهنوا على أبدية بشار الأسد!! عدد من المطربين السوريين أقاموا مؤخرا حفلا فى دمشق لتأييد بشار وكان جورج وسوف يبدو وكأنه أحد شبيحة النظام، حيث استبدل كلمات أغنيته الشهيرة «كلام الناس» لتصبح «كلام النت لا بيقدم ولا يأخر كلام النت ملامة وغيرة مش أكتر»، متجاهلا الحقيقة التى تؤكد أن كلام النت صار فى يد الشعوب أقوى من هراوات ومصفحات الأنظمة!! المظاهرات فى سوريا تتسع رقعتها، والناس لا تصدق أن بشار الأسد جاد فى الإصلاح، واللقاءات التى يعقدها مع المعارضة لا تجدى لأنهم فقدوا الثقة فى النظام حتى النجوم الذين يحضرون -مرغمين- هذه المؤتمرات صار بينهم وبين الشعب حالة من البرودة.. النجوم السوريون باستثناءات قليلة مثل مى سكاف وكندة علوش كانت لهما مواقف واضحة، وفى ما عدا ذلك فإن الوقوف إلى جانب بشار وإعلان تأييده داخل وخارج سوريا هو الموقف المجبرون على اتخاذه.. المطربة أصالة تعتبر استثناء راهنت على الشعب وأعلنت ذلك بوضوح قبل أكثر من شهرين بالطبع أصالة تقيم فى القاهرة وهى فى مأمن أن يطولها غضب بشار ورجاله، ورغم ذلك تعرضت لحملة تخوين قادها الإعلام الرسمى السورى شارك فيها عدد من أفراد أسرتها!! الشعب السورى الثائر يراهن على أنه قادر على عقاب فنانيه فى رمضان ويريد أن لاد تصبح المقاطعة سورية فقط ولكن عربية أيضا، وهكذا مثلا طالبوا عبر النت بمقاطعة كبار النجوم الذين تعرض مسلسلاتهم فى رمضان مثل جمال سليمان ودريد لحام وباسم ياخور وتيم حسن وفراس إبراهيم وسولاف فواخرجى وسوزان نجم الدين، وبالتأكيد وضعوا على رأس المقاطعة أغنيات وحفلات المطرب جورج وسوف!! لا نستطيع أن نقول إن هناك انقسامات حادة بين الفنانين السوريين بين مؤيد ومعارض، حيث انحازت الأغلبية إلى بشار، ولكن توحد الأغلبية مع بشار لا يعنى أن الانقسام فى الأيام القادمة مستبعد، ربما مع استمرار غضب الشارع وتصاعد حدة بطش النظام سنرى بين المثقفين والفنانين مواقف أكثر إيجابية وانحيازا لمطالب الشعب السورى فى الحرية والكرامة!! الوقوف على الحياد هو ما يحاول الآن بعض الفنانين اختياره مثل جومانة مراد، فهى دائما ما تعلن أنها تصلى من أجل سوريا وتدعو للشهداء، والمعروف أن النظام السورى يعتبر أن الشهداء هم فقط المدافعون عنه من الشبيحة!! دريد لحام الذى عاصر الأسدين (الأب والابن)، وكان صوتا مؤيدا لهما ينهى تصوير مسلسل «خربة»، مؤكدا أنه يتضمن بعض مواقف مما تشهده حاليا الأراضى السورية، ولكن ما الذى من الممكن أن يقدمه سوى تأييد للنظام ربما وهذا هو الحد الأقصى المسموح به فى سوريا أن يطالب بحرية التعبير والحقيقة أن الدول مهما بلغت قسوة الرقابة فهى توافق بهامش محدود لانتقاد السلبيات من أجل امتصاص الغضب!! «النت» ساحة للمعركة المرتقبة التى تدعو بقوة للمقاطعة الرمضانية، ويريد لها الشباب السورى أن تصبح مقاطعة عربية لا فقط سورية!! هل ينتصر كلام «النت» ويثبت لجورج وسوف أنه لا يقدم ولا يؤخر فقط ولكنه لعب دورا مؤثرا فى تفجير كل الثورات العربية.. انتظروا الإجابة قبل وبعد مدفع الإفطار!!